لماذا ترفض الرياض مطالبات الأحزاب اليمنية بضرورة إعادة هيكلة مجلس القيادة الرئاسي؟!.. تحليل خاص لـ “الجنوب اليمني”

27 أغسطس 2025آخر تحديث :
لماذا ترفض الرياض مطالبات الأحزاب اليمنية بضرورة إعادة هيكلة مجلس القيادة الرئاسي؟!.. تحليل خاص لـ “الجنوب اليمني”

الجنوب اليمني | خاص

ثمانية أمراء حرب متشاكسين يتم جمعهم في مجلس قيادة رئاسي لإدارة اليمن ، والنتيجة الطبيعية لن تكون الا مشكلات متتالية ، حيث سيبقى هذا المجلس مثل حلبة مصارعة سياسية ينتج عنها الازمات لا الحلول.

هذا بالضبط واقع مجلس القيادة الرئاسي الذي شكلته السعودية والإمارات في ابريل 2022م .

فرغم مرار ثلاث سنوات منذ قيام هذا المجلس لكنه يعاني من شلل تام ، وصل الى حد توقف الاجتماعات بسبب خلافات الاعضاء ، ووجود انطباع واسع لدى اغلب قطاعات الشعب تصف المجلس بالفاشل وانه لا يمثل تطلعات اليمنيين ولم ينتج منذ تأسيسه اي تحسنات او انجازات لصالح الوطن والشعب على كل المستويات.

 

🔵الأحزاب تقترح والرياض ترفض

 

في ظل هذا الواقع السلبي تقدمت الاحزاب اليمنية بمشروع لإعادة هيكلة مجلس القيادة ، لكن اللجنة السعودية المعنية بالملف اليمني ، برئاسة وزير الدفاع السعودي “خالد بن سلمان”، رفضت رؤية الأحزاب المنضوية تحت الشرعية لإصلاح وإعادة هيكلة المجلس .

ووفقًا لمصادر سياسية ، تضمنت الرؤية التي رفعت قبل نحو شهرين ، مقترحات لإعادة تنظيم المجلس وصياغة لائحة تحدد صلاحياته ومهامه ، في محاولة لمعالجة الانقسامات والصراعات الداخلية التي أدت إلى تعطيل اجتماعاته منذ ما يقارب العام في العاصمة المؤقتة عدن.

وبحسب المصادر ، اعتبرت السعودية أن الوثيقة المكونة من ثلاث صفحات ، لا ترقى إلى مستوى “خارطة طريق”، لافتة إلى أنها لم تحدد موقفًا واضحا من التباينات داخل المجلس ولم تقدم حلولا عملية لتنفيذ أهدافه ، كما أنها تجاهلت مسار العلاقة مع دول التحالف.

وطالب الجانب السعودي ، الأحزاب بإثبات حضورها في الميدان والتواصل المباشر مع الشارع لكسب التأييد الشعبي لرؤيتها ، بدلًا من الاكتفاء بطرح مقترحات على الورق.

وأوضحت المصادر أن الرؤية تضمنت خمسة بنود أساسية شملت: إصلاح مجلس القيادة ، تنفيذ إصلاحات اقتصادية ، المضي في هيكلة المؤسستين الأمنية والعسكرية ، إشراك مجلسي النواب والشورى في العملية السياسية ، إضافة إلى مراجعة التمثيل الجنوبي في مؤسسات الدولة.

 

🔵العليمي يعترف بالفشل والاعضاء يتهمونه بتهميشهم

 

كما أبدت بعض الأحزاب مرونة بشأن مقترح تدوير منصب رئيس المجلس ، وهو ما قوبل بمعارضة من رئيس المجلس رشاد العليمي ، الذي اعتبر أن ما يقوم به يندرج ضمن صلاحياته الممنوحة في اتفاق نقل السلطة.

وكان العليمي قد ناقش مع قادة الأحزاب في اجتماع سابق تصاعد الخلافات داخل المجلس ، متهمًا غالبية الأعضاء بتعطيل عمله نتيجة بقائهم خارج اليمن وامتناعهم عن ممارسة مهامهم.

وخلال اللقاء نفسه ، كشف عن عمليات تهريب نفط من شبوة إلى حضرموت ، في إشارة إلى تورط قوى مرتبطة بالمجلس الانتقالي الجنوبي والإمارات.

ودعا العليمي الأحزاب إلى مراقبة أداء جميع أعضاء مجلس القيادة والمطالبة بمزيد من الشفافية ، مؤكدًا أن استمرار الخلافات يعيق عمل المجلس ويهدد مسار العملية السياسية.

ويرى محللون سياسيون ، أن الرفض السعودي يعكس في جوهره رغبة الرياض في إبقاء زمام المبادرة بيدها ، وتوجيه مسار إصلاح المجلس بما يخدم أولوياتها الإقليمية ، أكثر من كونه مجرد تقييم فني للرؤية المطروحة.

مضيفين ، أن موقف رئيس المجلس رشاد العليمي ، المعارض لمبدأ تدوير منصب الرئيس ، يعكس خشيته من تقليص نفوذه وسط محيط سياسي متناحر ، فالعليمي كشف عن ملفات حساسة مثل تهريب النفط بين شبوة وحضرموت ، في إشارة ضمنية إلى تورط قوى جنوبية مدعومة إماراتيا بهذا الأمر ، وهو ما يسلط الضوء على البعد الإقليمي للأزمة داخل المجلس.

ويظهر المشهد اليمني وكأنه يدور في حلقة مفرغة بحسب مراقبين ، وهو ما يجعل الحديث عن إصلاح المجلس في ظل هذه المعطيات ، أقرب إلى إعادة تدوير الأزمة الراهنة لا صناعة حل جديد.

 

🔵لماذا ترفض السعودية إعادة هيكلة مجلس القيادة؟!

 

يعرف المتابعون والشعب اليمني عامة ان مجلس القيادة الرئاسي ، يحاط اليوم بتصدعات داخلية عميقة تهدد كيانه ، وتصاعد حاد في الخلافات داخل المجلس ، وصل إلى حد تقديم مطالبات رسمية بتدوير منصب رئيس المجلس.

يأتي هذا الحراك ، نتيجة ما وصفته المصادر بمحاولات احتكار القرار من قبل رئيس المجلس رشاد العليمي ، وإقصاء بقية الأعضاء عن المشاركة في اتخاذ القرارات المصيرية ، في خطوة تعكس هشاشة التوافقات ، التي أنشئ على أساسها هذا الكيان.

ورغم هذا الحال لا تسمح الرباعية بإعادة هيكلة المجلس وإصلاحه ، ربما لسبب بسيط وهو التوافق السعودي الإماراتي في تقاسم اعضاء المجلس ، وفي حال سمح بهيكلة جديدة لن يتفق الطرفان الخليجيان على صيغة محددة ، وبالتالي فالحفاظ على الواقع ولو كان معتلا هو السبيل.

وربما ان ضعف المجلس هو ممنهج لدى الدولتين (الرياض ، وابوظبي) المستفيدتان من واقع كهذا ، وهو منهج متسق مع كل سياساتهما العابثة والتدميرية والتمزيقية للبلد.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق