الجنوب اليمني: خاص
تنهض أركان الجريمة في الجنوب اليمني على تضافر بيئة عنفية أوجدتها دولة الإمارات، وعملت على استدامتها، فقد نتجت عن تقويض مؤسسات الدولة، وأوجدت مليشيا محلية وظائفها، بحيث تحوّلت المليشا والجماعات المسلحة الموالية للإمارات إلى ممثل حصري للدولة، واختبأت تحت مظلتها للتنكيل بالمواطنين.
فقد وظفت مليشيا الانتقالي الأجهزة الضبطية التابعة للدولة في صراعها المرير ضد المواطن القابع تحت سيطرتها ، بحيث تحوّلت هذه الأجهزة إلى أجهزة أمنية بوليسية قمعية، فيما أدارت قيادات المليشا المعسكرات باعتبارها سجوناً سرّية لإخفاء المعارضين.
كما قامت بعض المليشا المسلحة التابعة للانتقالي بمهام الشرطي المحلي لقمع وابتزاز المواطن، فقد كشفت مؤاخراً منصة “أبناء عدن” عن سجن تابع للمجلس الانتقالي في عدن، وهو عبارة عن سجن خاص، يتبع كمال الحالمي (قائد وحدة حماية الأراضي) الواقعة في مديرية المنصورة بالقرب من السوق المركزي، حيث يعتبر السجن غير قانوني، ويقوم الحالمي باحتجاز التجار فيه بدون أي مسوغ قاوني.
وأوضحت المنصة بأن السجن إنشا بغرض ابتزاز التجار في عدن، لدفع مبالغ مالية غير قانونية، ولدفع إتاوات ظالمة، ولحجز التجار حتى دفع مبالغ مالية تقدر باثنين مليون ريال على التجار الواحد عند حجزه.
ثم شرعنت مليشيا الانتقالي في ممارساتها مبدأ الإفلات من العقاب، لحماية نفسها، ولتكون بعيدةً عن المساءلة، بحيث أصبحت الإخفاءات القسرية والاعتقالات والتصفيات الجسدية خارج القانون أداة قاهرة لإرهاب الجنوبيين والحط من كرامتهم.
وقال مصدر حقوقي لـ”الجنوب اليمني”، فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، إن الحالات اليومية لعمليات التعذيب الابتزاز بالمعتقلين التجار في سجن كمال الحالمي بلغت مستوى صارخاً، ولكن يوجد معتقلات في عدن، يمارس فيها انتهاكات صارخة أكثر من معتقل الحالمي”.
وقال إن “عدد حالات الإعدام والتصفيات الجسدية تحت التعذيب من قبل ميليشيات الانتقالي منذ سيطرته على عدن تجاوزت كل التوقعات وأوصلت الحياة في محافظة عدن إلى وضع يرثى له أجبر معه الكثير من أبناء عدن إلى مغادرتها حفاظاً على سلامتهم وعلى أرواحهم إما من القتل في المعتقلات أو من الاغتيال خارج السجون”.
وأوضح المصدر الحقوقي أن ميليشيات الانتقالي الجنوبي” أفرطت في امتهان القتل خارج وداخل المعتقلات وممارسة التعذيب حتى الموت للمعتقلين بدم بارد ودون أي مبررات سوى تصفية الخصوم”.
