الاختطاف والإخفاء القسري.. الجريمة المشتركة بين فصائل مليشيا الانتقالي بعدن

23 يوليو 2024آخر تحديث :
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

الجنوب اليمني: خاص

“اتصل زوجي وأخبرني باعتقاله، دون أن نعلم السبب، لو كان معنا دولة كان زوجي خرج من معتقل الانتقالي وعاد لأطفاله الذين حُرموا منه”؛ بهذه الكلمات اختزلت أم خالد- مريم عبدالله (اسم مستعار)، البالغة من العمر 35 عاماً ، قصةَ اعتقال زوجها عادل الحداد والعائل الوحيد لأسرته، دون ذنبٍ اقترفه، من قبل مليشيا الانتقالي في عدن.

لم تكن حادثة اختطاف عادل بشكل مفاجئ وهو في أحد شوارع عدن، هي الصدمة الوحيدة التي خلفت أسىً في قلب زوجتة؛ فالتراجيديا التي حدثت له خلال ثمان سنوات تفوق التصور.

تقول الزوجة في حديثها لـ “الجنوب اليمني” التي أمعن الحزن في قلبها طيلة فترة اختفاء زوجها: “أنكروا وجود زوجي منذ اختطافه، لم أدرِ ما التهمة المنسوبة إليه، بحثت عنه في أشهر مراكز الاحتجاز وسجون وإدارات الأمن في أبين وعدن، لكنهم أنكروا وجوده!، وحتى الآن انتظر عودته”.

ليست ممارسات الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب جديدة في عدن من قبل مليشيا الانتقالي، لكن مواصلة التدخل الخارجي الذي أوجد تلك المليشيات المدعومة من الإمارات، كشفت القناع عن تسابق بين تلك الفصائل لممارسة هذه الظاهرة بكثافة وبشاعة.

تحولت حياة أمّ خالد وأطفالها إلى جحيم بعد احتجاز واخفاء رب الأسرة بشكل غير قانوني في سجون الانتقالي، وخاصة بعد مقتل الولد الأكبر في حادث سقوط من مبنى مرتفع، وهو يعمل فيه، ليجد مبلغ بسيط، يسد رمق جوع اخوته وأمه، بعد اختفاء أبوه.

ومنذ اعتقال عادل الحداد في نوفمبر 2016، قامت زوجته بالعمل وإعالة الأسرة وتحمل معاناة رعاية الأطفال وتربيتهم بعد غياب الأب؛ اضطرت مرغمة على العودة إلى ماكينة الخياطة التي كانت تعمل عليها قبل زواجها، لتتمكن من إعالة أبنائها، إلى جانب مكابدة التبعات النفسية التي تعيشها منذُ احتجاز زوجها عادل.

لم تنس أم خالد لحظة الفرح المباغت الذي انتابها عندما اتصلت بها والدة محتجز آخر تم إطلاق سراحه من سجن قاعة وضاح، لتخبرها بأن لدى الابن المفرج عنه معلومات عن زوجها المختفي.

تواصل الحديث أم خالد لـ الجنوب اليمني، قائله، ” ذهبت مسرعة، إلى أن وصلت إلى أم الشخص المفرج عنه، ووجدت ابنها عليه آثار التعذيب، التي كانت واضحة على ظهره وبطنه، فيما بدا وجهه “متورمًا” و”مزرقًا”.

وأضافت: وصف لي ابن صديقتي المفرج عنه، شخص يشبه زوجي، وقال: في ليلة أخذ عناصر مليشيا الانتقالي (شخص يشبه زوجي) إلى غرفة التعذيب حوالي الساعة 10:00 مساء؛ علقوه على خطافات حديدية، وعذبوه بالكهرباء، قُلعت أظافره، ونُتف شعر رأسه، وضُرب بطريقة وحشية، وظل معلقاً حتى بعد التعذيب”.

وتابعت: “كاد قلبي يتمزق حين أمرنا عنصر يدعي إنه من مكافحة الإرهاب، تابع لـ (يسران المقطري) ، بإنزاله وحفر قبر له، دفنّاه عند الساعة 04:00 فجرا، في فناء “قاعة وضاح” (قاعة في مدينة عدن)، حيث لم يكن هذا أول من يموت تحت التعذيب، بل هناك مقبرة في فناء قاعة وضاح”.

حكاية أسرة المخفي عادل الحداد، لا تختلف كثيراً عن حكايات مئات الأسر العدنية، الذين يتم اعتقالهم من الطرقات والأسواق والأماكن التي يفترض أن يكون المواطن آمنًا فيها، من قبل فصائل تابعة للمجلس الانتقالي، وبالتحديد جهاز مكافحة الإرهاب بقيادة يسران المقطري الفار إلى الإمارات مؤخراً.