تقرير: لا مفر من لدغاته .. البعوض يكتسح (المكلا): تفاقم الأزمة وسط تزايد الإصابات بالحمى وتجاهل السلطة

5 ديسمبر 2024آخر تحديث :
تقرير: لا مفر من لدغاته .. البعوض يكتسح (المكلا): تفاقم الأزمة وسط تزايد الإصابات بالحمى وتجاهل السلطة

الجنوب اليمني: خاص

تشهد مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت، أزمة صحية خانقة بسبب الانتشار الواسع للبعوض، الذي حول أحياء المدينة إلى بيئة موبوءة بالأمراض، إذ يعاني السكان، منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، من انتشار كثيف للبعوض، بالتزامن مع ظهور مستنقعات مائية ومياه راكدة في أنحاء مختلفة من المدينة وطفح شبكات مياه الصرف الصحي ، ما أدى إلى تفشي الحمى بين المواطنين وامتلاء المستشفيات بحالات الإصابة بأمراض تصاحب انتشار البعوض.

أوضاع صحية متدهورة
المستشفيات الحكومية والخاصة في المكلا تعاني من ضغط هائل نتيجة ارتفاع أعداد المصابين، الذين يشكون من الحمى وأعراض مرتبطة بلدغات البعوض، مثل الإرهاق الشديد والآلام الجسدية ومرض الملاريا. واكد أطباء في عدد من مستشفيات المكلا أن الطاقة الاستيعابية ستكون محدودة، وسط تزايد اعداد المصابين وتوافد مزيد من الحالات الى المرافق الصحية.

وصرح أحد الأطباء من داخل احدى اكثر مستشفيات المكلا ازدحاما (مستشفى ابن سيناء): “الوضع الصحي يزداد سوءًا يومًا بعد يوم. الإصابات بالحمى ترتفع بشكل ملحوظ، ولا توجد جهود ملموسة من الجهات المختصة لمكافحة أسباب هذا الانتشار، خاصة المستنقعات والمياه الراكدة”.

غياب استجابة الجهات المعنية
رغم حجم الكارثة الصحية، يشتكي المواطنون من تجاهل الجهات الرسمية لمعاناتهم حيث لم تعلن السلطة المحلية بقيادة المحافظ مبخوت بن ماضي أي خطة للتعامل مع الأزمة حتى الأن، ولم تصدر السلطة أي تعليمات لصندوق النظافة والتحسين بساحل حضرموت وهو الجهة المسؤولة عن رش المبيدات ومكافحة البعوض.

وأثار هذا التجاهل استياءً واسعا بين السكان، الذين أكدوا أن شكاواهم المستمرة على مدار الأسابيع الماضية لم تلق أي رد.

يقول أحد المواطنين في منطقة الديس بالمكلا: “البعوض بات يحاصرنا في كل وقت .. قدمنا بلاغات للجهات المختصة، لكن لم يحدث أي تغيير، وكأن صحة المواطنين ليست ذات أولوية”.

مكتب الصحة دون إعلان طوارئ
من جهته، لم يُعلن مكتب الصحة في ساحل حضرموت أي حالة طوارئ، رغم التزايد الملحوظ في أعداد الإصابات، ويرى مراقبون أن غياب التنسيق بين الجهات الصحية والخدمية في المدينة يُفاقم الوضع، حيث لا توجد تحركات مشتركة للحد من انتشار البعوض أو لمعالجة مسببات الأزمة.

المواطنون في مواجهة الأزمة
في ظل غياب الاستجابة الرسمية، يجد السكان أنفسهم مجبرين على التعامل مع الأزمة بوسائل بسيطة، حيث يلجأ البعض إلى استخدام الشبكات الواقية والمبيدات المنزلية، لكن هذه الحلول تبقى غير كافية في مواجهة الانتشار الكثيف للبعوض، في الوقت الذي يرى عدد كبير من المواطنين ان مثل هذه الوسائل تكلف اموالا فوق قدراتهم المالية في الوقت الذي تعيش فيه المحافظة اوضاع اقتصادية ومعيشية متدنية، وبدلا من هذا فهم لازالوا يأملون أن تتحرك الجهات المعنية سريعًا لتفادي كارثة أكبر. ويطالبون بإجراءات عاجلة تشمل إزالة المستنقعات والمياه الراكدة وتكثيف حملات رش المبيدات في جميع الأحياء وتوفير دعم طبي عاجل للمستشفيات التي تعاني من تزايد اعداد المصابين بالأمراض الناتجة عن لدغات البعوض.

تجاهل الأمر ينذر بكارثة
يدرك المواطنون في مدينة المكلا ان مدينتهم تواجه أزمة صحية خطيرة تتطلب استجابة عاجلة وشاملة من السلطة المحلية والجهات المختصة، إلا ان هذه الجهات لم تدرك بعد ان استمرار تجاهل الأزمة سيؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي بصورة كارثية في المدينة مع زيادة المعاناة للمواطنين، الذين ينتظرون تحركًا يعيد لهم الأمان الصحي ويخفف من معاناتهم.

صورة ارشيفية من عمليات الرش بالمبيدات الحشرية للمستنقات التي كانت تنفذ في وقت سابق دون معالجة المشكلة بازالة هذه المستنقعات
صورة ارشيفية من عمليات الرش بالمبيدات الحشرية للمستنقات التي كانت تنفذ في وقت سابق دون معالجة المشكلة بازالة هذه المستنقعات