“عيد بلا أضحية ووضع مُزرٍ ” .. هكذا استقبل سكان عدن عِيد الأضحى

16 يونيو 2024آخر تحديث :
“عيد بلا أضحية ووضع مُزرٍ ” .. هكذا استقبل سكان عدن عِيد الأضحى

الجنوب اليمني: خاص

لم تكتمل الفرحة مع حلول عيد الأضحى المبارك على سكان مدينة عدن جنوبي البلاد، في ظل ما يكابدونه من مشقة في العيش وتوفير متطلبات الحياة اليومية التي أنهكت كاهلهم بسبب ما آلت إليه البلاد من تدهور العملة وتخطيها حاجز الـ1800، الأمر الذي خلق وضعا مُزريا وترديا معيشيا.

ونظراً لتصاعد مستوى الأزمة الإنسانية بشكلٍ لافت، واستمرار ارتفاع أسعار السلع الغذائية، خاصةً احتياجات العِيد الأساسية من ملابس وغيرها، بما في ذلك أسواق الأضاحي واللحوم، التي تزايدت أسعارها بصورة كبيرة، مما سلبت البهجة بهذه المناسبة الدّينية، حيث لا أضاحي، ولا ملابس جديدة للاحتفاء بالطقوس العِيدية كما جرت العادة.

وتُلقي الأزمة الإنسانية بظلالها على أبناء عدن وسط تفاقمها بشكل غير مسبوق، مع اشتداد الصراع الاقتصادي والمصرفي، بين بنكي عدن وصنعاء، بالتزامن مع تراجع كبير للعملة المحلية في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً.

انهيار تام
أدّت سنوات الصراع الذي اندلع في اليمن قبل أكثر من تسع سنوات، إلى اشتداد المصاعب التي يوجهها اليمنيون، حيث تفاقمت الأزمة الإنسانية التي تمر بها البلاد، وهي بالفعل واحدة من أسوأ الأزمات التي شهدها العالم وفقًا للأمم المتحدة.

يقول الباحث الاقتصادي، قيس الخالد لموقع “الجنوب اليمني”: “لأسباب تتعلق بانهيار العملة، انحسر مستوى دخل الفرد كلياً، وتراجعت قدرة السكان الشرائية بمستويات كبيرة، ومعظم المواطنين غير قادرين على توفير احتياجات العيش الضرورية والأساسية”.

وأضاف: “ناهيك عن تزايد العملية الاستهلاكية، وكثرة المتطلبات الأسرية في الأعياد والمناسبات الدِّينية، التي أصبحت تمثل للمواطن حالة قلق وخوف؛ لأسباب متعلقة بالزيادات السعرية للسلع، وانعدام السيولة المالية، والعزوف الكبير عن التسوّق”.

وتابع:”وفي غياب المعالجات الاقتصادية اللازمة، من قبل الحكومة المعترف بها دولياً، وتنصل المجلس الانتقالي المسيطر فعليا على عدن وعدد المحافظات الجنوبية، تفاقمت الأمور نحو مزيدٍ من الانهيار، فيما تستمر رِقعة الفقر بالاتساع في أوساط سكان عدن”.

الأضحية صعبة المنال

لم تكن الاحتياجات العِيدية أعباءً زائدة، ولا الأضاحي أمنيات المواطنين في مدينة عدن، إلا في زمن مليشيات الانتقالي والحكومة المتهمة بقضايا فساد في عدن، التي تمضي في نهب اليمنيين وتجويعهم، حيث الحرمان من أضحية العِيد حالة سائدة فُرضت على الأغلبية الساحقة من الأسر العدنية.

يقول عدد كبير من المواطنين في عدن لـ”الجنوب اليمني”:”الأسعار تزيد يوما بعد يوم، والعيد يحتاج له مصاريف كثيرة، لنا سنوات محرمون من الأضحية، نحن أصبحنا فقراء بسبب فساد الانتقالي والحكومة، ولا نذوق اللحوم إلا لو حصلنا عليها، كصدقة من أهل الخير الذين يوزعون أضاحي العِيد على الفقراء، الظروف صعبة، وقيادات المجلس الانتقالي نهبوا كل شيء إلى حسابات خاصة في أبوظبي، والشعب يموت جوعا”.

وبرغم حرص اليمنيين على شراء أضاحي العيد، كواجب والتزام دِيني، تكالبت عليهم، في السنوات الأخيرة، مجموعة عوامل سيِّئة صنعه فساد مليشيا الانتقالي في مؤسسات الدولة؛ الذي دمر العملة، مما خلق حال صعب وجعل أسعار الأضاحي مرتفعة وكل المواد الأساسية للحياة.

وتتفاوت أسعار الأضاحي بحسب أنواعها، إذ تخطى سعر الخروف الـ٣٦٠ ألف ريال (ما يعادل 200 دولار أمريكي، سعر الصرف في مناطق سيطرة مليشيا الانتقالي)، أما الكيلو الواحد من اللحوم يصل إلى نحو ٣٠ آلاف ريال يمني، فيما يصل سعر الثور إلى ثلاثة مليون ريال؛ وفقاً لتاجر المواشي “صالح جابر ” – من حديثٍ للجنوب اليمني.

بينما تعاني مختلف الفئات الأخرى من صعوبات بالغة في شراء الأضاحي وما أمكن من مستلزمات العيد، الأمر الذي يدفع ببعضهم، مثل المواطن محمد سعد، من أبناء مديرية البريقة، تحدث لـ”الجنوب اليمني”، إلى شراء الدواجن يوم العيد، لعدم قدرتهم على شراء أضحية من المواشي.

ويؤكّد كثيرٌ من المواطنين المتسوقين من سكان عدن، في استطلع لـ “الجنوب اليمني” آراءهم، أنّ أسعار الأضاحي مرتفعة بصورة تفوق قدراتهم على شرائها، حيث فقدَ كثيرٌ منهم ما كان متاحا من مصادر الدخل مع انهيار العملة؛ لذا يكتفي غالبيتهم بالنظر إليها دون التفكير بشرائها.