على خطى الاشتراكي..غباء الانتقالي السياسي

13 أكتوبر 2024آخر تحديث :
سعيد الحضرمي
سعيد الحضرمي

الجنوب اليمني | مقالات

صنع الاشتراكي مجدا تاريخيا لعلي عبدالله صالح لم يكن يحلم به في مشواره السياسي حين دخل معه بالوحدة دون تقدير لحسابات المعادلة السياسية وفهمها ونتج عن ذلك ضياع الدولة الجنوبية وإعلان نهاية الحزب وقياداته صانعة الوحدة …

على نفس الخطى أقدم المجلس الانتقالي على منح الشرعية للحكومة اليمنية الهاربة من صنعاء ورسّخ بقاءها ضمن محددات القانون الدولي بعد أن خسرت كل أدوات ومتطلبات شرعيتها أمام المجتمع الدولي …

عندما وقّع الانتقالي على اتفاق الرياض مع الشرعية اليمنية وهبها مرتكزات الشرعية الدولية بتنازله لها عن الجغرافيا الجنوبية ( أكثر من ثلثي الأرض ) ، مقرا ومعترفا بها قابلا للشراكة معها …

ثم أكرمها الانتقالي بمنحها عاصمة مؤقتة لها تقيم فيها مع رمز السيادة (مقر الدولة – معاشيق) الذي يقوم بحراسته والدفاع عنه والتعهد لها بعدم اقامة أي فعاليات في (عدن) عاصمة الشرعية اليمنية …

لقد تخلى الرفاق في اتفاق الرياض عن المشروع والقرار والسيادة مقابل الشراكة في السلطة كموظفين دون قرار وليضفوا غطاء وأضفوا نوعا من الوحدة الوطنية (شمالا- جنوبا) على هذه الشرعية …

وقعّوا مقابل ماذا ؟؟
السلطة !!! كانوا هم سلطة عدن وقرارها… الاموال !!!! كانت الإيرادات تكفيهم لو أنهم تعاملوا بمسؤولية في الجانب المالي …

إذا مقابل ماذا ؟؟
عليهم الإجابة لانهم هم من قام بذلك ولاشك ان ذلك كان بثمن !!!!! …

لن نتعبكم في الإجابة …
إنه الغباء السياسي وقابلية التبعية ، لقد أصاب طيب الذكر اللواء أحمد بن بريك عندما صرّح بعد اتفاق الرياض قائلا (لقد أكلناها عندما وقعّنا في الرياض)…

لعلنا نستذكر كيف تم اخلاء معاشيق من الشرعية اليمنية في 21 يناير عام …… ، وكيف تم منع طائرة الرئيس هادي من النزول في عدن …

كانت بأيديهم كل الأدوات التي تحتم على الشرعية اليمنية القبول بمعادلة جديدة يكونون هم فيه أصحاب القراروالسيادة ، لكنهم أبوا إلا أن يكونوا بلا قرار ولاسيادة لصالح مايطلق عليه الشرعية اليمنية ….
استذكرنا ماسبق لندلل على امتلاكهم العملي لعناصر القوة والقرار حينها ولنؤكد صحة مانقول ، واليوم يتباكى الرفاق على اعلان تليفزيون الرياض عن الهيئات القيادية والدوائر لمجلس حضرموت الوطني ويدّعون بأن ذلك ضربة للمشروع والقضية الجنوبية …!!!!

لكن لنتساءل من صنع مجلس حضرموت الوطني ؟؟ اليس هم من صنعوه عندما ذهبوا إلى المكلا بمدرعاتهم واستعراضاتهم واستفزوا الحضارم ثم انتجوا المجلس الوطني الحضرمي كرد فعل , والذي أصبح واقعا سيذهب بملف حضرموت مستقلا عن الجنوب !!!!…

إننا في حضرموت نلومهم على عدم فهمهم لطبيعة الحواضن الاجتماعية والإقرار بتنوعها وتعددها وهويتها الخاصة وحقها المشروع في الشراكة في السلطة والقرار , واعتمادهم فقط على اسوأ الشخوص في قيادة الانتقالي في حضرموت ..

قيادات الانتقالي الحضرمية يعانون من فراغ وظيفي يدّعون أنه ناتج عن تهميشهم في الشراكة في صنع القرار من المركز ، مما جعلهم يبحثون عن دور ؛ لذلك تجدهم يلجأون إلى عقد مليونيات انتقالية في حضرموت لإثبات وجودهم والاستفادة منها …

لم يفكروا في الوضع العام داخل حضرموت الذي تشهد حراكا فعليا ومستجدات على الأرض ، فيقرروا دون وعي وإدراك عناوينا للفعاليات تستفز الحضارم …

المركز الانتقالي لايعارض هذه الفعاليات خصوصا أنه تعهد بعدم إقامة أي فعاليات في عاصمة الشرعية اليمنية (عدن ) ، ويروق له ان يصدّرها لحضرموت ويقوم بصرف الميزانيات الضخمة عليها طالما أن ذلك سيحسب للمشروع الجنوبي إعلاميا …

هذا اللعبة التوافقية بين قيادة المركزالانتقالي الصارفة للميزانيات والمستفيدة إعلاميا بشعارات المشروع الجنوبي أمام مؤيديها في حضرموت وقيادة انتقالي حضرموت المنتفعة أصبحت حدثا موسميا محببا لدى الطرفين ، لكن هذه المرة أخطأ الرفاق أيضا عندما أعلنوا عن فعالية 14 اكتوبرفي سيؤون وقالوا عنها إنها مليونية الهوية الجنوبية … !!!!

حضرموت يارفاق ليست بحاجة لمغالطة فجّة بأضفاء هوية عليها ، فالهوية الحضرمية ماركة مسجلة في الكتب السماوية والتاريخ البشري للمجموعات الإنسانية ولايمكن طمسها بمسمى المحافظة الخامسة أو بالجونبة …
مااشبه الليلة بالبارحة… بالامس هرب الاشتراكي من استحقاقات الشعب الوطنية وحقوقه المشروعة بالذهاب للوحدة مع الشمال … واليوم يصدّر الانتقالي اخفاقاته وفشله في انجاز مشروع الجنوب في عدن بالذهاب لحضرموت مدّعيا حفاضه على الهوية الجنوبية باحثا عنها في حضرموت ؟؟!!!!

يستمر الرفاق في مسلسل الأخطاء لأنهم لازالوا يمارسون نمطا شموليا لايعترف بالآخر والشريك في الوطن لدرجة أنهم ينزعون عنه هويته المتجذرة منذ آلاف السنين دون مراعاة للحقائق والقفز عليها بشعارات نزقة مستفزة ، إنه نفس القصور المعرفي والغباء السياسي الذي يتوارث كظاهرة في الجنوب …

الحضرمي لن يقبل أن يتخلى عن هويته لصالحكم مهما حاولتم فهو معتز بهويته ولايملك أغلى منها …

استمروا في أخطائكم وغبائكم السياسي ، واسمحوا لنا ان نشكركم على حسن تعاونكم معنا في إنتاج مشروعنا الحضرمي بهويته الراسخة.

سعيد الحضرمي