إيران وإسرائيل: الحسابات الاستراتيجية وخطر اندلاع حرب إقليمية شاملة

3 أكتوبر 2024آخر تحديث :
إيران وإسرائيل: الحسابات الاستراتيجية وخطر اندلاع حرب إقليمية شاملة

الجنوب اليمني: متابعات

نشرت صحيفة عرب 48 تقريرا استعرض الحسابات الاستراتيجية لكلا من اسرائيل وايران بعد الضربة الصاروخية التي نشتها طهران على اهداف استراتيجية داخل العمق الاسرائيلي مما دفع تل أبيب الى التهديد بالرد.

حيث أثار الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، والتهديد الإسرائيلي بالرد، مخاوف دولية من تصعيد قد يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة. في الوقت الذي يحاول فيه المسؤولون الدوليون إيجاد وسائل لاحتواء التصعيد وتجنب الوقوع في حرب إقليمية شاملة وفي ظل ضبابية الصورة حول حسابات إيران وخيارات إسرائيل تتصاعد المخاوف من مزيد من التصعيد.

وتبقى الحسابات الإيرانية والإسرائيلية تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد مسار الأحداث المقبلة. فإيران، ما زالت تراهن على توازن ردود فعلها، في حين تتطلع إسرائيل إلى استغلال مكاسبها دون الانزلاق إلى صراع مفتوح.

ودفع تهديد إسرائيل بالرد على الضربة الصاروخية التي تلقتها من إيران المسؤولين الدوليين إلى البحث عن وسائل لتجنب الوقوع في حرب إقليمية شاملة.

وبعد ضربة إسرائيلية استهدفت القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق في أبريل الماضي، ردت طهران للمرة الأولى بإطلاق 300 صاروخ وطائرة مسيرة على إسرائيل تم اعتراض غالبيتها.

وشهد هجوم الثلاثاء، إطلاق 200 صاروخ آخر، أحدثت أيضا تأثيرا عسكريا محدودا، ما يعني أنها كانت “رمزية” إلى حد كبير، وفقا للمسؤول السابق في الاستخبارات الأميركية الذي عمل على ملفات تتعلق بإيران، كاي كامبل.

وقال كامبل، في حديث لوكالة “فرانس برس” إن “جميع منظومات الدفاع الجوي لها نقطة تشبع، ويبدو أن إيران بقيت عمدا تحت نقطة تشبع الدفاع الجوي الإسرائيلي”، أي أنها لم تتبع أسلوب الإغراق الصاروخي.

وأوضح الخبير في شؤون الشرق الأوسط، جون ألترمان، الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، ومقره واشنطن: “لا أعتقد أن إيران تريد حربا إقليمية كبيرة”.

بدوره، أعرب المؤلف والمحلل السياسي جيمس ديمين دي ليز، الذي وضع كتابا عن إسرائيل ومعاداة السامية، عن اعتقاده بأن إسرائيل سوف تسعى إلى استغلال إنجازاتها.

وقال دي ليز: “إيران أُضعفت الآن إلى حد كبير مع تدمير وكلائها (في إشارة إلى حركة حماس وحزب الله)”، متوقعا “تحولا دراماتيكيا في القوة” يجعل إسرائيل تتطلع لتغيير النظام في طهران.

في حين قال مصدر دبلوماسي أوروبي رفيع، مشترطا عدم كشف هويته، أن هناك مخاوف حقيقية من “توسع النزاع”.

وأشار المصدر إلى أن “فريق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يشعر إلى حد ما بالانتشاء، ويفكر: نلنا من (الأمين العام لحزب الله، حسن) نصر الله، وسوف نقوم بتغيير الشرق الأوسط”.

هل تخاطر إسرائيل بفتح جبهة مع إيران؟

بدوره، قال مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، جون ألترمان، إن “إسرائيل حققت الكثير من النجاحات في الأسبوعين الماضيين، وهي لا تريد تعريض هذه الإنجازات للخطر”.

وأضاف أن إسرائيل ستضطر إلى الاختيار بين “غريزتين: الحفاظ على مكاسبها أو مواصلة الرهان على الإستراتيجية التي أعطتها نتائج مثمرة”.

وتعد الولايات المتحدة القوة الغربية الوحيدة التي لديها تأثير محتمل على إسرائيل، لكن إدارة الرئيس جو بايدن أظهرت أنها لا تتمتع إلا بنفوذ نسبي.

وقال المحلل السياسي الإسرائيلي ورئيس التحرير السابق لإحدى المجلات، جوردان باركين، “من المرجح أن يتدخل الرئيس بايدن للتفاوض، لكنني أشك في أنه سيكون له تأثير كبير”.

كما تفتقر الولايات المتحدة إلى العلاقات المباشرة مع إيران، ما يعني أن أي تحرك دبلوماسي لنزع فتيل التوتر سيحتاج إلى مشاركة أوروبية أو شرق أوسطية.

من جانبه، قال مدير مركز الأبحاث والدراسات حول العالم العربي ودول المتوسط (سيرمام)، حسني عبيدي، إن “كل شيء سيعتمد على رد الفعل الإسرائيلي وأيضا على النصائح والجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية”.

واعتبر أنه “لا مصلحة لإدارة بايدن في هذا الوقت للتورط في حرب إقليمية”.