الجنوب اليمني:
قدّم أركان حرب اللواء الثاني في قوات “درع الوطن”، سرور عبد الله علي محمد عكبار البوكري، السبت، استقالته من منصبه، احتجاجًا على ما وصفه بالإقصاء والتهميش واختلالات إدارية وعملياتية متراكمة.
وبيّن البوكري، في مذكرة رسمية موجهة إلى قيادة “درع الوطن”، أن نزع الصلاحيات من القادة واعتماد المركزية المفرطة في القرارات، بما في ذلك الإجازات والأذونات، شكّلت أبرز دوافع استقالته، إلى جانب تجاهل المطالب المتعلقة بسير العمل، وغياب التمييز بين القادة والجنود سوى في المسميات.
وأشار إلى أن التناقض في التوجيهات زاد من تعقيد المشهد، موضحًا أن القائد العام وجّه باعتبار اللواء جزءًا من الحملة الأمنية بقيادة العميد حمدي شكري، ثم عاد وأصدر أمرًا معاكسًا بعدم التعامل معه، ما خلق حالة من الارتباك كادت أن تؤدي إلى تصادم مباشر بين قوات “درع الوطن” وألوية “العمالقة”.
وأكد البوكري أن تدخل رئيس مجلس القيادة الرئاسي وقراره بسحب قوات “درع الوطن” وعودتها إلى معسكراتها، حال دون وقوع ما وصفه بـ”ما لا يُحمد عقباه”.
وكانت منطقة رأس العارة جنوب غرب لحج قد شهدت، في 9 نوفمبر الجاري، توترًا بين قوات العمالقة المدعومة إماراتيًا، و”درع الوطن” المدعومة سعوديًا، على خلفية نزاع حول مهام تأمين الشريط الساحلي، قبل أن تنسحب الأخيرة من الحملة الأمنية المشتركة.
وتشهد اليمن تفريخ تشكيلات عسكرية عديدة تتحرك وفق ولاءات ضيقة، وتفتقر إلى الانضباط المؤسسي، ما يطرح تساؤلات جدية حول مستقبل هذه الكيانات في ظل غياب الدولة.


