الكهرباء تنهار في المهرة.. انقطاع 18 ساعة يوميًا يهدد الصحة العامة والاقتصاد المحلي

6 أكتوبر 2025آخر تحديث :
الكهرباء تنهار في المهرة.. انقطاع 18 ساعة يوميًا يهدد الصحة العامة والاقتصاد المحلي

الجنوب اليمني: وحدة الرصد/ خاص

تتصاعد المخاوف في محافظة المهرة جراء استمرار انقطاع التيار الكهربائي لفترات تصل إلى 18 ساعة يوميًا، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية وخلق بيئة خصبة لانتشار الأمراض الوبائية. وتتفاقم معاناة السكان مع تزايد حالات التلوث وتفشي البعوض، وسط غياب فعّال لأجهزة مكافحة الآفات الناقلة للأمراض.

وأوضح الكاتب والناشط سليمان الجدحي أن تخفيض ساعات تشغيل الشبكة الكهربائية إلى 6 ساعات فقط يُعد ظلمًا منهجيًا، رغم توفر الإمكانيات المالية والتقنية لشراء الطاقة الكهربائية للمنازل. وأشار إلى أن الصمت الرسمي تجاه هذه المعاناة يُفاقم من حدة الاستياء الشعبي، ويُرسخ نمطًا من التهميش يُفقد المواطن أي أمل في تحسين الوضع.

وأضاف الجدحي أن المواطن في المهرة يُطالب بحقه في خدمة أساسية لم تعد تُعتبر مرفوضة، بل ضرورة للبقاء، متسائلًا: “كيف يمكن للحياة أن تستمر مع انقطاع الكهرباء لثلث اليوم؟”.

من جانبه، اعتبر الناشط جردار الأسد أن الأزمة الكهربائية في المهرة ليست ناتجة عن عوامل تقنية أو مادية، بل هي نتيجة لسياسات منظمة تستهدف قطع الخدمات كأداة للهيمنة. ولفت إلى أن التصريحات الرسمية عن نقص الديزل لا تتماشى مع الواقع، إذ تُظهر مصادر محلية أن المخزونات الكافية موجودة، لكنها لا تُستخدم بشكل فعّال.

وأشار الأسد إلى أن هذا النهج يشبه ما يحدث في مناطق أخرى محاصرة، مثل قطاع غزة، مع تمييز واضح: في المهرة، لا توجد حركة مقاومة مُنظمة، ما يجعل السكان أكثر عرضة للتجويع الممنهج وفقدان السيطرة على مصادر البقاء.

في المقابل، عبر مواطنون عن استيائهم من تفاقم وضعهم، إذ أفاد أبو عثمان، أحد سكان المهرة، بانتشار البعوض في كل مكان، حتى داخل منازلهم، مُناديًا بالتدخل العاجل من الجهات المسؤولة لتفادي الكارثة الصحية. وأضاف أن العائلات تُضطر لتعيش في ظلام دامس، مع صعوبة في تبريد الأدوية والمأكولات، ما يهدد بتفاقم حالات التسمم وفقدان المواد الحيوية.

وأكد محمد عوض رعيان أن صوت أبناء المهرة لم يعد مسموعًا، رغم تكرار الشكاوى التي تُرفع دون أي استجابة فعلية. ولفت إلى أن قطاعات الاقتصاد بدأت تنهار، إذ توقفت مصانع إنتاج الأسماك والمواد الغذائية، وتكبدت المحلات التجارية خسائر فادحة، لا سيما في ظل تلف المواد المبردة التي تُعتمد عليها في البيوت والمستشفيات.

وأشار مصدر محلي إلى أن انقطاع الكهرباء يُشلّ كل جانب من جوانب الحياة، من التعليم إلى الرعاية الصحية، إذ تتأثر الأجهزة الطبية والمستلزمات الحيوية، ما يُضعِف قدرة المستشفيات على التعامل مع الحالات الطارئة.

وأفادت مصادر مختصة أن غياب الكهرباء المستمرة يمنع تشغيل المضخات والأنظمة الحديثة لمكافحة البعوض، ما يزيد من احتمالات انتشار الأمراض مثل الملاريا والحمى الصفراء، خصوصًا في المناطق الحارة والمنخفضة.

وفي ظل تزايد المطالبات، ناشد أبناء المهرة السلطة المحلية والجهات المعنية باتخاذ إجراءات فورية، وتقديم حلول جذرية تضمن استمرارية التيار الكهربائي، وتحقيق التوازن بين الحفاظ على الصمود المعيشي وحماية الصحة العامة.

وأكدت مصادر محلية أن استمرار هذا الوضع دون تدخل يعني دخول المهرة في دوامة من الانهيار الشامل، ليس فقط على المستوى الاقتصادي، بل على مستوى الأمن المجتمعي والصحي.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق