الجنوب اليمني | وكالات
تشهد مدينة الأصابعة، شمال غربي ليبيا، منذ نحو أسبوع، سلسلة من الحرائق الغامضة التي تسببت في إصابات بالاختناق وألحقت أضرارًا جسيمة بعشرات المنازل، ما أثار حالة من الذعر بين السكان.
وفي مواجهة هذه الظاهرة، أعلنت حكومة الوحدة الوطنية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، يوم الثلاثاء، تشكيل لجنة طوارئ برئاسة وزير الحكم المحلي بدر الدين التومي للتحقيق في أسباب الحرائق ومتابعة تداعياتها.
وبحسب مصادر إعلامية، فإن الحرائق لم تتركز في منطقة معينة داخل مدينة الأصابعة، الواقعة على بُعد 120 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة طرابلس، بل اندلعت في أماكن متفرقة، ما دفع بعض العائلات إلى إخلاء منازلها من الأمتعة والممتلكات خوفًا من خسائر جديدة.
وفي هذا السياق، قال عميد بلدية الأصابعة، عماد المقطوف:”تلقينا أكثر من 110 بلاغات عن اندلاع حرائق، وبعض المنازل تعرضت للاحتراق أكثر من مرة دون سبب واضح.”
وأضاف أن الخبراء والفرق المختصة يعملون منذ أيام لكشف ملابسات هذه الظاهرة، مشيرًا إلى أنه في البداية كانت الحرائق محدودة في منزلين أو ثلاثة، لكن منذ يوم السبت تصاعدت بشكل ملحوظ، مما استدعى تدخل الحكومة وتشكيل لجنة أزمة.
من جانبه، أوضح مدير مستشفى الأصابعة، أحمد فاندي، أن المستشفى بدأ منذ الثلاثاء استقبال إصابات ناجمة عن استنشاق الدخان، مؤكّدًا أن معظمها حالات بسيطة.
وقال فاندي: “القدرة الاستيعابية للمستشفى لا تتجاوز 10 حالات في وقت واحد، لكن لحسن الحظ، الإصابات كانت متفرقة زمنياً، ولم يحدث ضغط كبير على الطاقم الطبي.”
وتحدث عدد من المتضررين عن اندلاع النيران في منازلهم دون أي سبب واضح.
يقول محمود معيز، أحد المتضررين:”فوجئت باندلاع حريق في منزلي دون أي سبب واضح. كنت في إحدى الغرف عندما شممت رائحة دخان، ولدى خروجي وجدت النار تشتعل في غرفة أخرى كانت مغلقة. لا أفهم كيف حدث ذلك، لكنه أمر غريب.”
أما أشرف نوري عبيد، وهو أيضًا من المتضررين، فقد أكد أن منزله تعرض للاحتراق ثلاث مرات دون سبب، متحدثًا عن خسائر كبيرة لحقت به.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها ليبيا حوادث غامضة غير مفسّرة؛ ففي خريف 2023، شهدت مدينة زليتن، الواقعة على بعد 180 كيلومترًا شرق طرابلس، ارتفاعًا مفاجئًا في مستوى المياه دون أن تتمكن السلطات من تقديم تفسير علمي واضح للظاهرة.