تورط باغتيالات عدن.. من هو هاني بن بريك وما علاقته بالإمارات؟

8 أغسطس 2024آخر تحديث :
بن زايد في استقبال بن بريك (وسط) في أبو ظبي
بن زايد في استقبال بن بريك (وسط) في أبو ظبي

الجنوب اليمني: غرفة الأخبار

في منتصف يوليو لعام 2019م، كشفت تحقيقات النيابة العامة بمدينة عدن، ضلوع القيادي السلفي هاني بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي، في عمليات اغتيال لأكثر من 30 إماماً وخطيبًا في مدينة عدن.

ولم يُنكر هاني ابن بريك الاتهامات الموجهة له، بل اعترف ضمنيًا بتورطه في الاغتيالات تحت مسمى “محاربة الإرهاب”، الذي دعا من أجله إلى “العزم القوي في مواجهتهم”، وفق تغريدة له على صفحته بمنصة “إكس “.

وتضمنت محاضر التحقيق اسم كل من هاني بن بريك، وأخويه صلاح وطاهر، كمتورطين في عمليات اغتيال لأئمة مساجد بعدن، على رأسهم الشيخ سمحان عبدالعزيز الراوي الذي اغتيل مطلع عام 2016.

وأشارت التحقيقات إلى أن وثائق النيابة العامة تتحدث عن مشاركة بن بريك في التخطيط لجرائم اغتيالات أدت إلى مقتل أكثر من 120 مواطنا لأسباب سياسية في الفترة من 2015 إلى 2018.

وبرز اسم هاني بن بريك خلال السنوات الأخيرة كـ”صديق” لولي عهد أبوظبي “محمد بن زايد” وكـ”مناهض” للحكومة المعترف بها دولياً في عدن” وكـ”متهم” بتنفيذ سلسلة اغتيالات سياسية استهدفت قادة ودعاة وشخصيات اجتماعية وخطباء وضباطا موالين للسلطة في عدن ومدن أخرى،

وعرف هاني بن بريك أولًا كأحد وجوه الدعوة السلفية في اليمن، قبل أن يخلع عنه رداء الدعوة الدينية متأزرًا بالسياسة الإماراتية بكل وضوح، حتى أنه يضع صورة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد على حسابه الرسمي بمنصة” إكس”.

النشأة

ولد “بن بريك”، في أديس أبابا عاصمة إثيوبيا، سنة 1974، لأب يمني وأم إثيوبية، ثم انتقل إلى عدن مع والده، عام 1990، وعمره 16 سنة.

وتحدث موقع “الجنوب اليمني” مع مصادر وقيادات بالمقاومة الجنوبية حول نشأة بن بريك، وأفادت بأنه بدأ دراسته في مركز دماج بمحافظة صعدة (شمال اليمن) التابع للشيخ السلفي المعروف مقبل الوادعي، قبل أن يرتبط بمدارس ربيع المدخلي وهو أحد شيوخ السلفية بالسعودية.

وبحسب حديث المصادر فقد ارتبط بن بريك عقب ذلك بالمخابرات السعودية وكان ضمن أحد أعضاء لجان المناصحة (تبنى فكرتها الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز في محاولة لإقناع المتطرفين بالتراجع عن أفكارهم) حيث كان يحضر مع تلك اللجان في منطقة شرورة الحدودية مع اليمن، وغالبا ما كان يعقد اجتماعات ولقاءات مع جهاديين يتبعون تنظيم القاعدة.

وإبان حكم الرئيس الراحل “علي عبدالله صالح” تم سجن هاني بن بريك بتهمة تفخيخ سيارات لغرض القيام بأعمال إرهابية عدة مرات.

وأفتى “بن بريك”، بـ”جواز” قتل المجندين في الجيش اليمني، وأفرج عنه سنة 2010، وانضم لما يعرف بـ”أنصار الشريعة” سنة 2011.

بعد هزيمة “أنصار الشريعة” في الجنوب، فر “بن بريك” إلى عدن؛ حيث تتهمه الشرطة اليمينة بالضلوع في مقتل العديد من الضباط في الجيش.

نشاط الحرب

ومع اندلاع حرب اليمن عام 2015 بدأ بن بريك بالتواصل مع التحالف السعودي الإماراتي، وأصبح لديه خطوط ارتباط مباشرة مع المخابرات الإماراتية حيث أوكلت إليه مهمة تصفية شخصيات اجتماعية وخطباء وضباطا موالين للحكومة في عدن، وأيضا الشخصيات المناهضة لأبو ظبي.

كما كانت تربط “بن بريك”، علاقة وثيقة مع “أبي سلامة الإماراتي”، وغيره من الضباط الإماراتيين، وكانت له علاقات جيدة مع “أبو خليفة سعيد النيادي”، الذي يعتبر رجل الإمارات الأول في عدن.

وبعد أشهر قليلة من معركة تحرير عدن من قبضة الحوثيين، أصدر الرئيس اليمني “عبدربه منصور هادي”، قرارا جمهوريا في 9 يناير 2016 بتعيين “بن بريك” وزيرا للدولة وعضوا بمجلس الوزراء.

ولكنه لم يستمر طويلا، حيث دفعت تصرفاته المناهضة للحكومة بـ”هادي”، في 28 أبريل 2017، لإقالته وإحالته للتحقيق ومعه محافظ عدن حينها “عيدروس الزبيدي”.

وشهد عام 2017، إعلان “بن بريك” ورفيقه “الزبيدي”، تأسيسهما ما أضحى يعرف إعلاميا بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، والذي يحمل مشروع انفصال الجنوب، عن اليمن الشمالي.

واستمر بن بريك -وفقا للمصادر الجنوبية- في الإشراف على قوات الحزام الأمني وما يتبعها من تشكيلات بدعم إماراتي إضافة إلى إشرافه على الأنشطة الإعلامية المناهضة لدور الحكومة وإدارته قائمة طويلة من الإعلاميين والناشطين على مواقع التواصل الداعمين للإمارات فيما بات يعرف لاحقا بخلايا الذباب الإلكتروني، ودفع مرتبات باهظة لهم.

مهمة جديدة

وطبقاً لأحد القيادات الجنوبية الذي كان لديه تواصل سابق مع بن بريك وتحدث إلى موقع الجنوب اليمني، فإن الأخير ظل طوال السنوات الماضية يشارك بشكل مباشر في التخطيط والإشراف على عمليات اغتيال عشرات الدعاة في عدن، وكان يقرُ بذلك في عدد من اللقاءات والمجالس.

وتشير تقارير إلى تورط “بن بريك”، بالتخطيط لجرائم اغتيالات أدت لمقتل أكثر من 200 مواطنا لأسباب سياسية الفترة من 2015 إلى 2020 بينهم شخصيات اجتماعية وخطباء في عدن، ومدن أخرى،

وفي مايو من العام الحالي، كشف قائد لواء النقل السابق العميد أمجد خالد، عن تفاصيل تتعلق بعمليات اغتيال نفذت في عدن، قال إن قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي هي من تقف وراءها، مؤكداً أن القيادي في المجلس هاني بن بريك طلب منه ومن ضباط آخرين تصفية قيادات في المدينة مقابل مبالغ مالية كبيرة.

وأوضح العميد خالد في مقابلة مع قناة المهرية،(قناة محلية) أن هاني بن بريك اجتمع معه ومع ضباط آخرين، من بينهم محمد البوكري ومهران القباطي، بتوجيهات من الإماراتيين، وطلب منهم تصفية العديد من القيادات داخل عدن مقابل 100 ألف دولار لكل عملية اغتيال.

وكشف القيادي السابق في المقاومة الجنوبية ورئيس منتدى السلام لوقف الحرب في اليمن عادل الحسني، أن الشيخ الراوي رفض أن يكون تحت جناح الإمارات،وبعدها صدرت أوامر من الضابط “أبي سلامة الإماراتي” بتصفيته وأوُكِلت المهمة إلى هاني بن بريك الذي بدوره استأجر بعض الشباب لتنفيذ العملية، وإغرائهم بمكافآت كبيرة، وإن المسدس الذي قتل به الشيخ راوي كان مصدره بن بريك شخصيا.

وأضاف الحسني إلى أن عملية اغتيال الشيخ الراوي في عام 2015م، كانت الباكورة التي فرطت عقد عمليات عديدة شهدتها عدن، ويقف وراءها هاني بن بريك، التي اجتمعت كل الأدلة على إدانته دون أن تطاله العدالة”.

موقع الجنوب اليمني