الجنوب اليمني | متابعات خاصة
كشفت مصادر مطلعة عن تفاصيل رد حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على مقترح الوسطاء بشأن تمديد الهدنة في قطاع غزة واستئناف مفاوضات تبادل الأسرى، مؤكدة أن الحركة ربطت موافقتها بشروط أساسية تضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار وانسحابًا كاملًا للقوات الإسرائيلية من القطاع.
وأوضحت المصادر، في تصريحات خاصة للجزيرة نت، أن حماس اشترطت للإفراج عن الجندي الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر وجثامين 4 آخرين يحملون جنسيات مزدوجة، أن يتم ذلك في سياق التمهيد لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 17 يناير الماضي، وليس كبديل عنه أو مقدمة لاتفاق جديد كما تسعى إسرائيل.
وبحسب رد حماس، فإنه بمجرد الإفراج عن الأسير ألكسندر والجثامين الأربعة، سيتم إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، يتم الاتفاق على أعدادهم لاحقًا.
وشددت الحركة على ضرورة استئناف مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين في اليوم التالي للإفراج، تحت رعاية الوسطاء، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل للمرحلة الثانية، يتضمن ترتيبات لوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل من غزة، فضلًا عن وضع آليات لتبادل باقي الأسرى خلال مدة أقصاها 50 يومًا.
كما تضمن رد حماس شروطًا تتعلق بفتح المعابر بشكل فوري وإدخال المساعدات الإنسانية والتجارية بمجرد الاتفاق على هذه الشروط.
وشددت على استمرار الإجراءات المتفق عليها في المرحلة الأولى من الهدنة، بما في ذلك دخول المساعدات والوقود، ووقف العمليات العسكرية، واستمرار عمل المؤسسات الأممية، وإعادة تأهيل البنية التحتية في القطاع.
شروط إضافية للإغاثة والإعمار
وتضمنت مطالب حماس خلال هذه المرحلة إدخال مستلزمات إيواء عاجل للسكان الذين فقدوا منازلهم، بما في ذلك 60 ألف منزلًا مؤقتًا (كرفان) و200 ألف خيمة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز، وإدخال معدات إزالة الركام، والسماح بحرية السفر والعودة لسكان القطاع عبر معبر رفح.
كما أكدت الحركة على ضرورة انسحاب إسرائيلي كامل من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) وإلغاء نقطة التفتيش على شارع صلاح الدين (محور نتساريم)، والانتهاء من إعداد خطط إعادة الإعمار.
وطالبت حماس بضمانات من الوسطاء (الولايات المتحدة ومصر وقطر) لتنفيذ هذه الشروط والوصول إلى اتفاق نهائي بشأن وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل وتبادل الأسرى.
رد إسرائيل المقابل
في المقابل، ذكرت المصادر أن الرد الإسرائيلي تضمن مطالبة بالإفراج عن 11 أسيرًا إسرائيليًا حيًا، بينهم عيدان ألكسندر، بالإضافة إلى رفات 16 أسيرًا، مقابل الإفراج عن 120 أسيرًا فلسطينيًا من المحكومين بالمؤبد و1110 أسرى آخرين، إضافة إلى رفات 160 أسيرًا من غزة.
واقترح الجانب الإسرائيلي الشروع بمفاوضات غير مباشرة حول ترتيبات وقف إطلاق النار الدائم بعد عملية التبادل الأولية، على أن يتم الاتفاق على آليات تبادل باقي الأسرى خلال 40 يومًا.
كما وافقت إسرائيل على استمرار الترتيبات المتعلقة بدخول المساعدات ووقف العمليات العسكرية وإعادة تأهيل البنية التحتية، لكنها اشترطت وضع آلية للتحقق من وصول المساعدات إلى المدنيين فقط.
كما طالبت إسرائيل بـ “إشارات حياة وتقارير طبية” عن أسراها في غزة قبل الشروع في المفاوضات غير المباشرة، مع استعدادها لتقديم معلومات مماثلة عن الأسرى الفلسطينيين.
ويأتي هذا التطور في ظل تأكيد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن واشنطن قدمت مقترحًا يهدف إلى تضييق الفجوات بين الطرفين لتمديد وقف إطلاق النار في غزة لما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، بهدف إتاحة المجال للتفاوض على إطار عمل لوقف إطلاق نار دائم.
المصدر: الجزيرة