تقرير: لماذا احتجت الإمارات رسميا على اليمن

1 نوفمبر 2024آخر تحديث :
تقرير: لماذا احتجت الإمارات رسميا على اليمن

الجنوب اليمني: متابعات

قدمت دولة الامارات، رسميا، احتجاجا غاضبا على اليمن، وتحديدا المناطق المحررة، الخاضعة لسلطات الشرعية اليمنية، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وكلفت ذراعها السياسي والعسكري بجنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي) بنقله للمختصين.

كشف هذا مسؤولون أفصحوا عن حقيقة دافع رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي” عيدروس الزبيدي، لعقد أول لقاء له مع خصمه السياسي، نائب مدير مكتب الرئيس هادي، سابقا، رجل الاعمال، الشيخ احمد صالح العيسي، وأنه ليس دافعا اقتصاديا كما روج له إعلام “الانتقالي”.

وأفادت مصادر متطابقة في الاتحاد اليمني لكرة القدم ان “عيدروس الزبيدي طلب على وجه السرعة لقاء رئيس الاتحاد الشيخ العيسي لابلاغه رسالة عبر الامارات، على خلفية رفع رايات فلسطين والاحتفاء بقادة حماس في استاد سيئون ببطولة كأس حضرموت”.

موضحة ان “الإمارات انزعجت من رفع رايات علم فلسطين والاحتفاء الجماهيري بمقاومة غزة في المباراة النهائية لكأس حضرموت بين فريقي المكلا والبرق، الجمعة (25 اكتوبر)، وكلفت الزبيدي بايصال احتجاج لاتحاد كرة القدم على ما اعتبرته تسييس الرياضة”.

وذكرت المصادر المتطابقة في اتحاد كرة القدم ان “الزبيدي طلب لقاء العيسي ليبلغه بأن ما حدث في مدرجات استاد سيئون الاولمبي مرفوض وأن الرياضة لا ينبغي أن تتدخل في السياسة، وطلب منع تكرار ما اعتبره تجاوزا لأعراف الرياضة وقوانين اللعبة”.

مشيرة الى ان “الزبيدي عرض في مقابل تلبية العيسي هذا الطلب توجيه وزير النقل (احد وزراء المجلس الانتقالي) برفع الحظر القائم عن نشاط شركة طيران بلقيس التي يملكها العيسي، والسماح لها بتنفيذ رحلات من وإلى مطار عدن الدولي ومطارات الجنوب”.

وزعم الموقع الالكتروني للمجلس الانتقالي وقناة المجلس (عدن) الانفصالية ان “اللقاء بحث مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية والقضايا ذات البعد الاقتصادي وسبل تظافر جهود القطاعين العام والخاص لمواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد”.

كما زعم إعلام “الانتقالي”، أن لقاء الزُبيدي والعيسي الثلاثاء (29 اكتوبر) “استعرض مجمل الجهود المبذولة لتعزيز الاصطفاف الوطني الجنوبي، وتوحيد الرؤى بما يعزز التنسيق والتواصل بين مختلف القوى الوطنية الجنوبية استعداداً للاستحقاقات القادمة”.

متجاهلا أن الشيخ احمد العيسي، يرأس “الإئتلاف الوطني الجنوبي” الذي يتبنى رؤية سياسية مغايرة كليا لتوجه “الانتقالي” الانفصالي، ويناهض أجندة وممارسات “الانتقالي” ومليشياته الانقلابية التي تسيطر على العاصمة المؤقتة عدن وعدد من المحافظات الجنوبية.

ويأتي احتجاج الامارات عبر ذراعها السياسي والعسكري في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي) بعدما عبرت جماهير حضرموت الغفيرة عن ثبات موقفها المساند لفلسطين والداعم لمقاومة الكيان الاسرائيلي برفعها رايات فلسطين وهتافاتها بمدرجات استاد سيئون.

بعثت جماهير استاد سيئون المناهزة 40 الفا، رسالة تضامنية قوية وصريحة مع غزة، ورفعت رايات أعلام فلسطين وصور السنوار وأبو عبيدة، وشكلت تيفو بكلمة “PEACE” (السلام لفلسطين)، مع هتافات ترفض قرارا للسلطة المحلية بحظر التضامن مع فلسطين ونصرتها.

حضرموت ترفع صور السنوار وابوعبيدة
حضرموت ترفع صور السنوار وابوعبيدة

عبرت الجماهير الحضرمية عن رفضها قرار محافظ حضرموت بحظر التضامن مع فلسطين، وهتفوا “برا برا يامبخوت”، ليغادر استاد سيئون وتستمر الجماهير في رفع رايات فلسطين وصور قادة المقاومة والقدس، لتكون رسالة مباشرة من حضرموت لفلسطين.

وجاء موقف جماهير حضرموت في مدرجات بطولة كأس حضرموت امتدادا لموقف علماء ومشايخ ودعاة حضرموت المعلن في ملتقاهم المنعقد في سيئون في ديسمبر الماضي، ودعوته الى “احياء واجب الجهاد ضد العدو الاسرائيلي والصهاينة”.

كسر هذا الموقف تبني “الانتقالي الجنوبي” رسميا موقف الامارات من “طوفان الاقصى” بوصفه “تصعيدا غير مسؤول ضد التعايش والسلام” و”تتحمل مسؤوليته حركة حماس والفصائل الفلسطينية المتطرفة” المُصنفة اماراتيا “منظمات ارهابية”.

وحظرت سلطات مليشيا “الانتقالي الجنوبي” اي مظاهر تضامن او تأييد لفلسطين ومقاومتها عبر التظاهرات او جمع التبرعات او بالكلمة عبر منابر المساجد ومنصات التواصل الاجتماعي، واقالت خطباء واعتقلت ناشطين خرقوا الحظر.

كما أعلن رئيس “الانتقالي” عيدروس الزُبيدي مع بداية العدوان الاسرائيلي على غزة، ادانته “التصعيد ضد اسرائيل”، وابلغ السفير الامريكي في اليمن، عدم اعترافه بحركة حماس، و”دعمه السلطة الفلسطينية وحل الدولتين وترحيبه بالسلام مع اسرائيل”.

ورد الكيان الاسرائيلي، رسميا، على عرض رئيس “الانتقالي الجنوبي” عيدروس الزُبيدي على امريكا والكيان “لعب القوات الجنوبية دورا مركزيا في حماية الملاحة والاسهام بفاعلية بتأمين مرور السفن الاسرائيلية عبر البحرين العربي والاحمر”.

مجددا بهذا العرض تمسكه بإعلانه الصادم للجنوبيين قبل عامين في لقاء مع قناة “روسيا اليوم”، عن “مباركة المجلس الانتقالي تطبيع الامارات مع اسرائيل وقرار المجلس فتح سفارة لاسرائيل في عدن، حال الاعتراف الدولي باستعادة دولة الجنوب والاستقلال”. في اشارة الى فرضه ومليشياته انفصال جنوب اليمن.

الزُبيدي يعلن قرار التطبيع مع الكيان

يشار إلى أن الامارات تبنت إنشاء “المجلس الانتقالي” منتصف 2017م وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.