الجنوب اليمني: خاص
تفجرت خلال الساعات الماضية فضيحة غير مسبوقة داخل الحملة الأمنية في رأس العارة، بعد اجتماعٍ محتدم ترأسه القائد حمدي شكري، القائد لألوية قوات العمالقة المدعومة إماراتيا داخل منزله، عقب اكتشاف اختفاء كميات من الأدوية والأسلحة التي كانت ضمن المضبوطات داخل هنجر الحملة.
مصادر أشارت إلى أن النقاش بدأ بطلب تقدم به عدد من الحاضرين لتوزيع أدوية خاصة بمرضى السرطان وأدوية أخرى على المراكز الصحية في رأس العارة وطور الباحة، ونقل العلاج المتخصص إلى مركز السرطان في عدن. ورغم موافقة المبدئية من حمدي شكري، إلا أن طلبه بعمل جرد شامل للمضبوطات فجر مفاجأة صادمة، بعدما كشف الجرد عن اختفاء كميات من العلاجات وأخرى من السلاح لا تتطابق مع محضر الضبط الأصلي، الأمر الذي قلب أجواء الاجتماع من نقاش في الشأن الصحي والتوزيع إلى مواجهة مباشرة حول المسؤول عن فقدان كميات من العلاجات وكرتون مسدسات.
وتحول النقاش إلى تبادل حاد للاتهامات بين المشاركين، قبل أن تلقى التهمة في البداية على أحد أفراد قوات درع الوطن، ليتم توقيفه ونقله إلى مصنع الحديد. غير أن التحقيقات اللاحقة كشفت وفق رواية متداولة أن الجندي الموقوف ليس المتورط الفعلي وأن السارق الحقيقي هو أحد منتسبي قوات العمالقة والمرافق الشخصي لحمدي شكري، مع الاشتباه بتورط شخص آخر مقرب منه، ما أعاد إشعال الخلاف داخل الديوان.
وبعد انكشاف التفاصيل، قدم حمدي شكري اعتذارًا للجندي التابع لدرع الوطن مؤكدًا أن الاتهام وُجه إليه عن خطأ. ثم عبّر عن غضبه قائلاً للحاضرين إنه لم يعد يثق بأحد، ووجه بوقف توزيع الأدوية نهائيًا مضيفا: “خلوها تنتهي وتنحرق… أنتم تتاجرون بها”. كما أمر بنقل السلاح من الهنجر إلى مصنع الحديد بإشرافه المباشر، وهو قرار عارضه بعض الحاضرين الذين طالبوا بتوزيع الحصص ما كاد يشعل مواجهة جديدة قبل أن يقطع الاجتماع اتصال طارئ أجبر الجميع على المغادرة والتوجه إلى الموقع الذي تم الإبلاغ عنه.
وتكشف هذه الواقعة حجم الاضطراب داخل الحملة الأمنية، وتضع علامات استفهام ثقيلة حول الرقابة، ومصير المضبوطات، ومستوى الانقسام داخل القوة المسيطرة في الصبيحة، في ظل غياب توضيح رسمي حتى اللحظة.