الجنوب اليمني: أخبار - شبوة
شهدت محافظة شبوة خلال السنوات الأخيرة تصاعداً لافتاً في النفوذ الإماراتي داخل مفاصل الإدارة المحلية، في مشهد يؤكد بحسب مصادر سياسية وقبلية أن القرار لم يعد حكراً على السلطات الرسمية، بل بات يصاغ في دوائر خارج المحافظة، وأحياناً خارج البلاد بالكامل. وتحول حضور أبوظبي، الذي جاء تحت يافطات “الدعم الأمني” و”مكافحة الإرهاب” إلى قوة مؤثرة تتحكم بمسار القرار المحلي وتعيد تشكيله وفق أجندتها.
وتشير المعطيات إلى أن المحافظ ابن الوزير بدا خلال الفترة الماضية مجرد واجهة لقرارات تدار من خارج أجهزة السلطة، إذ يتلقى التوجيهات ثم يُطلب منه إضفاء الشرعية عليها من موقعه الرسمي، في سلوك يعكس تقزيم دور المؤسسات المحلية أمام نفوذ مواز يتنامى على حساب القرار الوطني.
هذا التدخل المتزايد أسهم في إضعاف بنية الدولة داخل شبوة، حيث تواجه أي محاولات إصلاح إداري أو خطوات لتعزيز حضور المؤسسات الرسمية عراقيل غير معلنة، فيما يتعرض المسؤولون الساعون للاستقلال بقراراتهم لضغوط أو حملات تشويه تنتهي بإقصائهم عن المشهد. ومع امتلاك المحافظة ثروات كبيرة وموقع استراتيجي مهم، إلا أنها تعيش حالة من الهشاشة السياسية تجعلها عرضة للاستقطاب والابتزاز في الوقت ذاته.
وتبرز خطورة المشهد وفق مراقبين في استغلال النفوذ الإماراتي للتركيبة القبلية واستخدامها كأداة للهيمنة إذ يجري دعم أطراف قبلية على حساب أخرى، وإحياء خلافات قديمة تحت عناوين جديدة، بما يخلق انقسامات داخل مجتمع كان يمكن أن يشكل قاعدة للاستقرار. وبذلك يتحول التفكك الاجتماعي إلى وسيلة إدارة لا تقل خطراً عن نتائجها.
ويرى سياسيون أن استعادة سيادة شبوة لن تتحقق إلا عبر تحرير القرار المحلي من الوصاية الخارجية وإعادة الاعتبار لمؤسسات تمثل الناس وتعبر عن إرادتهم، مؤكدين أن المحافظة التي عرفت بصلابة موقفها وقيمها القبلية تستحق أن تستعيد صوتها بعيداً عن نفوذ يفرض ولا يتحاور، وأن التنمية والاستقرار لا يمكن أن ينهضا في بيئة تدار من خلف الستار.

