الجنوب اليمني: أخبار - سقطرى
تواجه شجرة دم الأخوين، رمز جزيرة سقطرى وكنزها الطبيعي النادر، خطر الانقراض بعد أن عصفت التغيرات المناخية بالجزيرة وتكررت الأعاصير التي قلعت المئات من أشجارها خلال السنوات الأخيرة، في مشهد يهدد بفقدان أحد أبرز معالم التنوع البيئي في العالم.
وتؤكد دراسات حديثة أن ارتفاع درجات الحرارة وتراجع معدلات الأمطار، إلى جانب الأعاصير المتكررة، تسبب في تدهور الموائل الطبيعية التي تنمو فيها الشجرة، ما أدى إلى موت أعداد كبيرة منها وصعوبة تعويضها بسبب بطء نمو الشتلات الجديدة الذي قد يستغرق عقوداً طويلة.
وتُعد شجرة دم الأخوين من أندر الأشجار على وجه الأرض، وتمتاز بعصارتها الحمراء التي استخدمت منذ قرون في صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل والأصباغ، فضلاً عن دورها البيئي الكبير في امتصاص الرطوبة من الضباب ونقلها إلى التربة، مما يساعد في بقاء الحياة النباتية في الجزيرة.
الخبيرة في شؤون المناخ أنبيكا هامرشلاج حذّرت في تصريحات لشبكة PBS الأمريكية من أن فقدان هذه الشجرة لن يكون مجرد خسارة طبيعية، بل كارثة رمزية واقتصادية لسكان الجزيرة الذين يعتمدون عليها في معيشتهم، باعتبارها محوراً بيئياً ومعلماً سياحياً نادراً يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وفي الوقت الذي تستمر فيه عمليات نقل أعداد من هذه الأشجار إلى حدائق إماراتية في أبوظبي، يرى ناشطون بيئيون أن هذا التوجه يعمّق المخاوف من اختفاء الشجرة من موطنها الأصلي، خصوصاً مع استمرار الانتهاكات البيئية وغياب الجهود الحقيقية للحفاظ على ما تبقى من هذا الإرث الطبيعي الفريد.
ويحذر الخبراء من أن استمرار الوضع الحالي سيجعل من دم الأخوين صفحة من التاريخ الطبيعي المفقود، بعدما كانت رمزاً للأسطورة والجمال في الجزيرة التي لطالما لقبت بـ”جنة اليمن على الأرض”.

