الجنوب اليمني: أخبار - عدن
كشف الشاب سعد الجردمي، نجل الشيخ الشهيد أنيس الجردمي، عن تفاصيل جديدة ومؤلمة حول مقتل والده داخل أحد السجون التابعة لقوات الحزام الأمني في العاصمة المؤقتة عدن، في واقعة تعكس ما وصفه بتغوّل الأجهزة الأمنية على حساب القانون.
وقال سعد في حديث خاص إن والده اختطف من قبل عناصر تتبع الحزام الأمني دون أي مسوغ قانوني أو أمر قضائي، ولم يُعرض على النيابة أو المحكمة منذ لحظة اعتقاله، قبل أن يُعثر عليه جثة هامدة في أحد مستشفيات المدينة، مشيراً إلى أن الواقعة تؤكد ضلوع قيادات أمنية بارزة في عملية التصفية، وعلى رأسهم القائد جلال الربيعي.
وأوضح الجردمي أنه كان قادماً من المملكة العربية السعودية في زيارة قصيرة لوالده، لكنه تفاجأ بخبر وفاته قبل وصوله بساعات، مضيفاً أنه لم يُسمح له حتى بتوديع جثمان والده إلا بعد تقديم طلب رسمي لقيادة الحزام الأمني، في تصرف وصفه بغير الإنساني.
وأكد نجل الشهيد أنه ومنذ أكثر من خمسة أشهر يسعى بين مكاتب النيابة العامة وأجهزة القضاء للمطالبة بفتح تحقيق عادل يكشف ملابسات الجريمة، غير أن الجهات الرسمية بحسب قوله لم تبد أي تجاوب أو تحرك جاد تجاه القضية، رغم وضوح الجهة المسؤولة عن احتجاز والده.
وختم الجردمي حديثه بتصريح لافت قال فيه: “ما يجري لا يمثل دولة أو قانون، بل هو سلوك عصابات تتحدث باسم الأمن وتعمل بمنطق القوة دون رادع.”
وتثير قضية تصفية الشيخ أنيس الجردمي موجة غضب في الأوساط الحقوقية والشعبية بعدن، وسط دعوات متصاعدة لفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتورطين في الجريمة، في وقت تتصاعد فيه التساؤلات حول مصير العدالة في مناطق تسيطر عليها تشكيلات أمنية خارج سلطة الدولة.

