الجنوب اليمني: أخبار - عدن
منذ أكثر من عقدين، ترزح حديقة البجيشة، المتنفس الوحيد لأبناء مديرية التواهي في العاصمة المؤقتة عدن، تحت سطوة ما يقول الأهالي إنه بسط غير قانوني من قبل نافذ محلي يُدعى محسن القرين، في ظل صمت السلطات المحلية واستمرار الإهمال الذي حوّل المساحة الخضراء إلى أطلال مهملة ومكب للنفايات.
وخلال وقفة احتجاجية نظمت صباح الأحد أمام موقع الحديقة، جدّد أبناء التواهي مطالبهم للجهات العليا في الدولة بالتدخل العاجل لرفع البسط واستعادة الحديقة إلى ملكية الدولة، معتبرين أن استمرار هذا الوضع يمثل جريمة بحق المجتمع وحق الأجيال في بيئة حضرية نظيفة.
ويؤكد الأهالي أن الحديقة التي كانت لسنوات طويلة وجهة للأسر والأطفال ومعلماً تراثياً من معالم التواهي تحولت تدريجياً إلى منطقة مغلقة بعد استحواذ القرين وأخيه عليها مطلع الألفية الجديدة، دون أي إجراء رسمي لإيقاف ذلك.
وطالب المحتجون في بيانهم، النائب العام ومحافظ عدن ومدير الأمن، باتخاذ خطوات قانونية عاجلة لإعادة الحديقة إلى المصلحة العامة، وإطلاق حملة لإعادة تأهيلها وفتحها أمام المواطنين.
وأشار مواطنون إلى أن استمرار التهاون في هذه القضية يبعث برسالة سلبية، مفادها أن المتنفذين فوق القانون، داعين إلى تحرك حقيقي يعيد الحديقة إلى الأهالي ويحافظ على ما تبقّى من المساحات العامة في المدينة الساحلية.
وتحولت قضية (البجيشة) إلى رمز لفشل السلطات المحلية في حماية الممتلكات العامة من نفوذ الأفراد، وسط غياب المساءلة القانونية وتراجع التخطيط الحضري في عدن.
ورغم تعدد النداءات الشعبية، إلا أن الحديقة ما زالت مغلقة منذ عقدين، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى متنفسات خضراء داخل المدينة المكتظة.
إن استعادة (البجيشة) ليست مجرد مطالبة خدمية، بل معركة على الحق العام في وجه الفساد والسطوة الخاصة.

