الجنوب اليمني:خاص
حذر ناشطون ومراقبون محسوبون على المجلس الإنتقالي الجنوبي من موجة هجرة جماعية بدأت لجنود محسوبين على تشكيلات جنوبية نحو المخأ في الساحل الغربي وهو المؤشر الخطير الذي يهدد تماسك المؤسسة الأمنية الجنوبية- حسب قولهم_.
ووفق احصاءات لشهود عيان فقد غادر خلال اليومين الماضيين أكثر من 30 باصًا حجم متوسط من محافظات الضالع ولحج وعدن وابين باتجاه مدينة المخا، تقل جنودًا سابقين في قوات الحزام الأمني للالتحاق بـألوية المغاوير التابعة لقوات طارق محمد عبدالله صالح.
وقالت مصادر ل ( الجنوب اليمني) إن غالبية المنضمين الجدد إلى قوات طارق عفاش كانوا ضمن وحدات الحزام الأمني، واضطروا للمغادرة نتيجة انقطاع مرتباتهم للشهر الخامس على التوالي، في حين تصرف قوات طارق مرتباتها شهريًا وبانتظام، بدعم من الجهة ذاتها التي تموّل قوات المجلس الانتقالي الجنوبي.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات لا تُعد مجرد هجرة فردية لعناصر تبحث عن مصدر رزق، بل تمثل مؤشرًا مقلقًا على خلل عميق في إدارة الملف الأمني والعسكري في الجنوب؛ وفشل القيادة في الحفاظ على كوادرها، ما قد يؤدي إلى اختراق منظم للمؤسسة الأمنية الجنوبية لصالح مشاريع عسكرية وسياسية مناوئة.
وأوضحوا أن قوات طارق عفاش تتحرك وفق خطة مدروسة لإعادة تشكيل موازين القوة في الجنوب عبر استقطاب عناصر مدربة تمتلك الخبرة الميدانية، بهدف خلق قوة بديلة تحت عباءتها وإضعاف الولاء للمشروع الذي ينادي به المجلس الإنتقالي الجنوبي.
وأكد المراقبون أن صمت القيادات الجنوبية تجاه هذا النزيف يمثل خطرًا استراتيجيًا، وقد يُفسَّر كعجز أو رضى ضمني، ما يفتح الباب أمام موجة أوسع من الانسحابات والانضمامات إذا لم يتم التحرك العاجل لمعالجة الأزمة.
واختُتمت التحذيرات بالتأكيد على أن استمرار النزيف البشري من صفوف القوات الجنوبية نحو قوى أخرى لا يُهدد فقط استقرار الجبهات، بل يضرب جوهر مشروع المجلس الانتقالي من الداخل، داعين القيادات إلى تحمّل مسؤولياتها قبل فوات الأوان.
وتبدي قيادات المجلس الإنتقالي عجزا عاما في الشأن التنموي والامني في المناطق التي تديرها كما تعاني تشكيلات المجلس العسكرية والامنية من غياب المستحقات المالية للشهر الخامس على التوالي.

