يسران المقطري.. من ذراع الإمارات الأمنية إلى ناهب أراضي الدولة

30 أكتوبر 2025آخر تحديث :
يسران المقطري.. من ذراع الإمارات الأمنية إلى ناهب أراضي الدولة

الجنوب اليمني: خاص

في الوقت الذي يبحث فيه أبناء عدن عن لقمة عيش كريمة وسط انهيار الخدمات وغلاء المعيشة، تتكشف حقائق صادمة عن حجم الفساد داخل الأجهزة الأمنية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
آخر تلك الفضائح تمثلت في الكشف عن امتلاك القيادي الأمني السابق يسران المقطري نحو 35 قطعة أرض من عقارات الدولة، جرى تسجيلها باسمه خلال فترة توليه قيادة مكافحة الإرهاب في المدينة، بدعم وإشراف إماراتي مباشر.

 

النفوذ الأمني طريق إلى الثروة:

تؤكد مصادر أمنية مطلعة أن المقطري استغل موقعه القيادي داخل قوات مكافحة الإرهاب المدعومة اماراتياً لتنفيذ عمليات استحواذ ممنهجة على الأراضي الحكومية في مناطق استراتيجية من عدن، مستفيداً من سلطته الميدانية وعلاقاته الوثيقة بقيادات المجلس الانتقالي.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن كثيراً من تلك العقارات تم تسجيلها بأسماء مقربين من المقطري، قبل أن تُعاد ملكيتها إليه لاحقاً، في محاولة لإخفاء آثار الفساد.

 

اتهامات بالاغتيال والاختطاف:

المقطري الذي كان يوصف بأنه “رجل الإمارات في عدن”، ارتبط اسمه بسلسلة من الاغتيالات والاختطافات التي طالت ناشطين وصحفيين وضباطاً مناوئين للمجلس الانتقالي.
وتشير تقارير محلية إلى أن بعض تلك العمليات نُفذت من داخل مقرات أمنية تشرف عليها قوات إماراتية، في ما يشبه شبكة “اغتيالات منظمة” تحت غطاء مكافحة الإرهاب.

 

الهروب الكبير إلى أبوظبي:

بعد تصاعد الاتهامات بحقه، اختفى المقطري من المشهد الأمني في عدن، قبل أن يتم تهريبه إلى خارج البلاد عبر قيادات في المجلس الانتقالي.
وتفيد مصادر مطلعة أن المقطري يقيم حالياً في أبوظبي، حيث يحظى بحماية إماراتية، شأنه شأن قيادات أخرى مثل شلال شائع وعيدروس الزبيدي الذين يعيشون في ترف خارج البلاد بينما تتآكل المدينة التي كانوا يوماً يدّعون حمايتها.

 

رمز للفساد المنظم:

قضية المقطري لم تعد مجرد ملف فردي، بل باتت نموذجاً لنهب منظم تمارسه قوى النفوذ التابعة للمجلس الانتقالي، والتي حولت أراضي الدولة إلى غنائم شخصية.
ويرى مراقبون أن هذه الممارسات تعكس الوجه الحقيقي للسلطة التي فرضتها الإمارات في الجنوب، حيث تُدار عدن اليوم وفق منطق الشركات الأمنية الخاصة لا مؤسسات الدولة.

من دعوة مكافحة الإرهاب إلى تجارة الأراضي، اختصر يسران المقطري مسار التحول من أداة اغتيالات بيد الخارج إلى رمز لفساد الداخل.
وفي الوقت الذي تتساقط فيه الأقنعة عن رموز الانتقالي المدعومين إماراتياً، تبقى عدن شاهداً صامتاً على واقع مأساوي: قيادات تغتني في الخارج، ومواطنون يطحنهم الجوع والانقطاع وانعدام الخدمات.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق