الجنوب اليمني: خاص
أثارت الفنانة البرازيلية أنيتا جدلاً واسعاً في جزيرة سقطرى اليمنية، بعد انتشار مقاطع مصورة وصور على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهرها تتجول في أرجاء الجزيرة بملابس داخلية، ما أثار استياء شديد بين السكان المحليين ودفعهم لمطالبة السلطات باتخاذ إجراءات عاجلة.
وأفادت مصادر محلية بأن المغنية، البالغة من العمر 32 عاماً، اتخذت من شواطئ سقطرى خلفية لصورها أثناء جولتها الحالية في سقطرى، حيث نشرت لقطات تُظهرها ترتدي بكيني وبنطالاً بيجاً وقميصاً قصيراً مفتوح الظهر، مع ارتداء قبعة فاتحة اللون، وسط مناظر طبيعية خلابة تُعد من أبرز ميزات الجزيرة.
وأكد السكان أن مثل هذه المظاهر تُعد انتهاكاً صارخاً للعادات والتقاليد الدينية والثقافية التي يحرص أهل سقطرى على المحافظة عليها، خصوصاً في ظل التزايد المطرد في عدد الزوار، خاصة بعد أن أصبحت الجزيرة وجهة سياحية عالمية بفضل تنوعها البيولوجي الفريد، من بينه شجرة “دم التنين” التي لا توجد إلا في هذه المنطقة المهجورة نسبياً في المحيط الهندي.
وقال الدكتور أحمد الرميلي، أكاديمي سقطري، إن “خروج سائحة بملابس داخلية كشفت مفاتنها في أرض سقطرى الطاهرة أمر مرفوض، ولا يمثل حرية شخصية، بل يُعد خرقاً واضحاً لمبادئ الدين والتقاليد التي يعتز بها أبناء الجزيرة”. وأضاف أن “السائحة يمكنها ارتداء ملابس محتشمة تتماشى مع الثقافة المحلية، كما هو معمول به في اليمن والدول الإسلامية الأخرى”.
وأشارت مصادر إلى أن المطالبات بفرض ضوابط صارمة على السلوك السياحي تزايدت خلال الفترة الأخيرة، خاصة في ظل افتتاح مطارات وخدمات سياحية جديدة، ما استدعى توازناً دقيقاً بين الترحيب بالزوار والحفاظ على الهوية الثقافية للجزيرة.
وأفادت مصادر محلية بأن مواطنين وناشطين دعوا السلطة المحلية إلى التدخل الفوري، مستشهدين بتجربة محافظات يمنية أخرى مثل حضرموت، التي تفرض على السائحات ارتداء لباس محتشم، من أجل الحفاظ على التقاليد.
وأوضح ناشطون أن “الحفاظ على الهوية الثقافية لسقطرى مسؤولية جماعية، وأن تجاهل الجهات المعنية قد يؤدي إلى تفشي مظاهر تسيء للذوق العام وتهدد السلامة الاجتماعية والثقافية للجزيرة”.
في المقابل، قدمت الفنانة أنيتا تعليقاً عبر حساباتها على إنستغرام، أكدت فيه اهتمامها بالبيئة، وقالت: “إذا كنت تحب الطبيعة، فاعتنِ بها”، مُبرزة جوانب تواصلها مع الطبيعة من خلال جولتها، لكن التصريح لم يُخفِ تباين الصور مع المعايير الثقافية المحلية.
وأشارت مصادر إلى أن أنيتا، التي تتبنى نمطاً مهنياً أكثر هدوءاً في السنوات الأخيرة، اختارت عزلة أكبر، وتُعبر في مقابلات سابقة عن رغبتها في التحفظ وزيادة الخصوصية، لكن هذا التوجه لم يُقلل من حدة التفاعل العاطفي الذي أثارته صورها في سقطرى.
وأكدت مصادر محلية أن الموقف يعكس ضرورة إعداد إطار قانوني ينظم السلوك السياحي، لا سيما في المناطق ذات الطابع الثقافي والديني الحساس، لضمان توازن حقيقي بين الانفتاح السياحي والحفاظ على الهوية الأصيلة للجزيرة.