الجنوب اليمني: خاص
تتعمق الخلافات داخل المجلس الانتقالي الجنوبي مع تصاعد المواجهة غير المباشرة بين رئيس المجلس عيدروس الزبيدي ونائبه أحمد سعيد بن بريك، الذي شن هجوماً لاذعاً على ما وصفه بـ”المراهقة السياسية والارتجال”، محذراً من أن النهج الحالي يهدد مستقبل المشروع الجنوبي.
انتقاد حاد للنهج السياسي
قال بن بريك في تصريحات نُشرت الأحد إن “الجنوب لن يُبنى بالارتجال ولا بالمغامرات الفردية”، داعياً إلى إنهاء زمن الشعارات الصاخبة والخطاب الإعلامي المثير للمخاوف، لصالح رؤية استراتيجية واضحة تقود نحو بناء دولة مؤسسات قادرة على مواجهة التحديات.
خلافات مكتومة تطفو على السطح
ويأتي هجوم بن بريك في ظل مؤشرات على تصاعد الخلافات داخل الانتقالي، حيث يُتهم الزبيدي بترسيخ هيمنة شخصية على القرار السياسي والعسكري، في وقت يرى فيه جناح آخر –يمثله بن بريك– أن هذا النهج الانفرادي يقود إلى ارتباك داخلي ويضعف قدرة الجنوب على كسب ثقة الإقليم والمجتمع الدولي.
ويشير مراقبون إلى أن “المراهقة السياسية” التي تحدث عنها بن بريك تُترجم عملياً في تضارب المواقف داخل المجلس، وتغليب الصراعات الشخصية على الأولويات الملحّة كالأمن والاقتصاد والخدمات.
قراءة في المشهد الجنوبي
يرى محللون أن تصريحات بن بريك لا تعكس فقط خلافاً في الأسلوب، بل تكشف أزمة أعمق داخل الانتقالي بين جناح الزبيدي المسيطر وجناح آخر يطالب بقدر أكبر من الشراكة والعقلانية. وفي حين يركز الأول على تثبيت النفوذ، يدعو الثاني إلى مراجعة الأداء والانفتاح على خيارات واقعية تتماشى مع التحولات الإقليمية والدولية.
بين النقد والإصلاح
ويعتبر البعض أن ما قاله بن بريك يمثل “جرس إنذار” لإعادة تقييم السياسات الداخلية، بينما يخشى آخرون أن يؤدي هذا الصراع إلى مزيد من الانقسام في البيت الجنوبي، في وقت يشهد فيه الجنوب ضغوطاً اقتصادية وخدمية غير مسبوقة.
بهذا الخطاب التصعيدي، فتح بن بريك النار على نهج الزبيدي، كاشفاً عن أزمة تتجاوز حدود “المراهقة السياسية” إلى خلاف جوهري حول طبيعة القرار داخل المجلس الانتقالي ومستقبل القضية الجنوبية برمتها. ويبقى السؤال: هل تتجه الأمور نحو إصلاح داخلي يوازن بين التيارات المختلفة، أم أن الانقسام سيتحول إلى شرخ يصعب ترميمه؟