لماذا رفض الانتقالي فتح طريق (ثرة والشريجة) وتحمّس لفتح طريق (الضالع صنعاء)؟!

10 سبتمبر 2025آخر تحديث :
لماذا رفض الانتقالي فتح طريق (ثرة والشريجة) وتحمّس لفتح طريق (الضالع صنعاء)؟!

الجنوب اليمني: تقرير خاص

لماذا رفض الانتقالي فتح طريق (ثرة والشريجة) وتحمّس لفتح طريق (الضالع صنعاء)؟!

الجنوب اليمني – تقرير خاص:

عمليًا فإن منافذ الضالع ويافع باتجاه المحافظات الوسطى والشمال مفتوحة وبرعاية وحماس المجلس الانتقالي الذي يرى أن الطرقات يجب أن تُفتح لدواعٍ إنسانية – هكذا قالت السلطات الموالية للمجلس الانتقالي أثناء فتح طريق (الضالع دمت صنعاء) في نهاية شهر مايو الماضي.

وبالمقابل لا يرى المجلس الانتقالي هذه القيم الإنسانية عندما يتعلق الأمر بمطالبات الناس في أبين والبيضاء ولحج وتعز بفتح طرقات (ثرة والشريجة). فهل هناك ازدواجية لدى قادة المجلس الانتقالي فيما يخص الناس ومطالباتهم واحتياجاتهم بين منطقة وأخرى؟!

مكاسب مالية أنانية ومخاوف أمنية وراء تعطيل فتح طرقات ثرة والشريجة

يرى مراقبون وسكان محليون من محافظة أبين أن المجلس الانتقالي يتخوّف من جملة أمور فيما يخص إعادة فتح طريق (ثرة) التي تربط بين محافظتي أبين والبيضاء.
وقالوا في أحاديث خاصة لـ(الجنوب اليمني) إن السبب الرئيس لذلك هو موضوع مالي، فبقاء الطرق مغلقة باستثناء طريق (الضالع دمت صنعاء) سيرفد سلطات الضالع المدنية والعسكرية بالإتاوات التي ستصل إلى عشرات الملايين شهريًا.

ويضيف هؤلاء بالقول: في سبيل احتكار الضالع للشريان الأهم بين عدن وصنعاء سيلجأ قادة الانتقالي لوضع كل العراقيل حتى لا تُفتح الطرق الأخرى، وقد يسوّقون الكثير من التهم الأمنية ضد أبين أو تعز ليضمنوا عدم فتح الطرقات.

المبعوث الدولي يشجع فتح الطرقات

وحظيت مساعي فتح الطرقات بترحيب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، واعتبرها «انفراجة عملية من شأنها أن تُخفّف معاناة عدد كبير من اليمنيين عبر تقليص وقت السفر وتحسين حركة التنقّل ونقل البضائع على مستوى البلاد، كما تعكس ما يمكن إحرازه عبر الحوار والتسوية»، مشيدًا بـ«الدور الإيجابي الذي أدّته الجهات المحلية الفاعلة عبر خطوط النزاع في تيسير هذه الخطوة المهمة»، داعيًا جميع الأطراف إلى «مواصلة الجهود لفتح المزيد من الطرق، وتغليب مصالح المدنيين في اليمن، والبناء على هذا التقدّم».

ورغم نشاط مبادرات محلية لفتح الطرقات، فقد قوبلت مطالب أبناء محافظة أبين بفتح طريق عقبة ثرة برفض «المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات.
وقالت مصادر قبلية في مديرية لودر، لـ«الجنوب اليمني»، إن أبناء قبائل المديرية ومديريات المنطقة الوسطى في المحافظة فوجئوا بهذا الرفض بعدما وصلت مساعي الحلّ إلى مستويات متقدمة، وفي ظل تفهّم العديد من أطراف النزاع، ومنهم صنعاء، لمطالب فتح ذلك المسار الذي ولّد إغلاقه معاناة كبيرة. ولم تنجح لقاءات قبلية شهدتها مديرية لودر التابعة لمحافظة أبين، شارك فيها مشايخ وأعيان من مختلف مناطق أبين، وأقرت تصعيد المطالبة بفتح الطريق حتى تستجيب الأطراف الموالية للتحالف إلى مطلبها.

ويصف مراقبون ممانعة فتح طريق ثرة – البيضاء تحديدًا بالعنصرية الضيقة التي تتكشف لدى قادة المجلس الانتقالي، فبرغم محاولة تسويق خطاباتهم لكل أبناء الجنوب وادعاء الحرص على مصالحهم، يفشلون أمام أبسط اختبار عندما يتعلق الأمر بمصالح أبين وأبنائها.

الطرقات ملك الناس والويل لمن يستخدمها لحسابات السياسة

هناك أصوات مجتمعية عالية تكاد تتفق على ضرورة فتح الطرقات بين المحافظات، وعلى الأطراف استشعار أهمية ذلك في تخفيف المعاناة عن المواطنين.

فالطرقات يجب أن تظل بعيدة عن التوظيف السياسي تمامًا مثل الخدمات والمرتبات ولقمة الناس، ولا ينبغي أن تكون ورقة ابتزاز لانتزاع تنازلات سياسية.
فأوضاع الناس لم تعد تحتمل مزيدًا من المعاناة والحرمان، فالطرقات والخدمات يجب أن تكون منزّهة عن هذا السلوك المشين.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق
عاجل|غارة إسرائيلية تودي بحياة مدير البنك المركزي في الحزم ضمن هجمات على صنعاء والجوف×