الجنوب اليمني | متابعات
صعد الجيش السوداني لليوم الخامس على التوالي عملياته العسكرية ضد قوات الدعم السريع على عدة محاور في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، حيث اخترقت قواته عمق مناطق سيطرة قوات الدعم السريع في مدينة بحري شمال العاصمة الخرطوم واستعادت السيطرة على جسور ومواقع استراتيجية بعد نحو العام ونصف العام. تزامن هذا التقدم للجيش مع موجة جديدة الاتهامات المتبادلة بين الحكومة السودانية والإمارات حيث استنكرت الحكومة السودانية اتهامات أبو ظبي للجيش السوداني باستهداف مقر سفيرها في العاصمة السودانية الخرطوم، مشددة على أن القوات المسلحة السودانية لا تقوم بـ”هذه الأفعال الشنيعة”.
وقال الجيش السوداني إنه لا يستهدف مقار البعثات الدبلوماسية أو مقار ومنشآت المنظمات الأممية أو الطوعية ولا يتخذها قواعد عسكرية ولا ينهب محتوياتها، متهماً قوات الدعم السريع بالقيام بتلك الأفعال التي وصفها بـ”المشينة والجبانة”. وأضاف: “معلوم للعالم الدول التي تدعم قوات “حميدتي” لارتكاب تلك الأفعال، وتستمر في ارتكابها على مرأى ومسمع من الدول والمنظمات الدولية”.
وشدد على “أن القوات المسلحة السودانية لا تقوم بهذه الأعمال الجبانة ولا تخالف القانون الدولي وإنما تستهدف أماكن تواجد هذه الميليشيات وهذا حقها في الدفاع عن كيان الدولة السودانية”.
واستهجنت وزارة الخارجية السودانية ما اعتبرتها “مزاعم باطلة” من وزارة خارجية دولة الإمارات حول تعرض مقر سفيرها بالخرطوم لقصف من القوات المسلحة السودانية، الأمر الذي نفته القوات المسلحة.
وقالت إن كل الشرائع والقوانين تتيح للجيش الوطني القيام بواجبه في حماية البلاد وشعبها وسيادتها ضد كل اعتداء والتصدي للمرتزقة والإرهابيين أينما كانوا، مؤكدة على التزام القوات المسلحة التام بالقانون الدولي.
وأضافت أن “هذه المزاعم الكاذبة محاولة بائسة للتغطية على التقارير الدولية الموثقة التي تفضح دور الإمارات الشرير في استمرار وتأجيج الحرب في السودان ومسؤوليتها المباشرة عن الفظائع التي ترتكبها صنيعتها ميليشيات الجنجويد الإرهابية من جرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي وإبادة جماعية وعنف جنسي واسترقاق النساء والأطفال”.
واتهمت أبو ظبي بإمداد قوات الدعم السريع بالسلاح الإماراتي ومئات الآلاف من المرتزقة، مؤكدة أنها تمولهم. وقالت “إنها السبب الأول لاستمرار الحرب في السودان وما يصاحبها من فظائع ومعاناة إنسانية”.
وعبرت وزارة الخارجية الإماراتية عن رفض الإرهاب والالتزام بالقانون الدولي أمر مثير للسخرية، مضيفة “أنها تقول ذلك بينما ترعى فيه ميليشيات تجسد أسوأ ما عرف عن المجموعات الإرهابية، وتتمادى في انتهاك القواعد الأساسية للقانون الدولي”.
وكانت دولة الإمارات قد اتهمت، أمس الإثنين، الجيش السوداني، بقصف مقر رئيس بعثتها الدبلوماسية في العاصمة الخرطوم، واصفة إياه بـ”الاعتداء الغاشم” من خلال طائرة تابعة للجيش السوداني.
وقالت إنها ستقدم مذكرة احتجاج لكل من جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لما قالت إنه اعتداء من قبل القوات المسلحة السودانية معتبرة إياه انتهاكاً صارخاً للمبدأ الأساسي المتمثل في حرمة المباني الدبلوماسية.
وأضافت “أن استهداف المقر أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في المبنى” مطالبة “الجيش بتحمل المسؤولية كاملة عما وصفته بالعمل الجبان”.
وتابعت “أنها ترفض جميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القانون الدولي”.
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد اتهم الإمارات خلال مؤتمر صحافي، الأسبوع الماضي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بدعم قوات الدعم السريع.
ويأتي ذلك بالتزامن مع عمليات عسكرية واسعة ينفذها الجيش السوداني على عدة محاور عبر قواته البرية وسلاح الجو، فيما وصفه والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة بـ”مرحلة الحسم النهائي لقوات الدعم السريع”.
ونشر الجيش السوداني مقطعاً مصوراً يظهر تقدم قواته في مناطق الكدرو والحلفايا مروراً بالجسر المؤدي إلى منطقة الوادي العسكرية عقب عبور قواته جسر الحلفايا بمدينة بحري شمال العاصمة الخرطوم، مشيراً إلى أنه استعاد السيطرة على مساحات واسعة من محليات بحري كانت تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان الماضي.
بالتزامن، نفذ الطيران الحربي غارات مكثفة استهدفت ارتكازات قوات الدعم السريع جنوب العاصمة الخرطوم في منطقة السوق المركزي والمدينة الرياضية وطيبة الحسنات وأجزاء من حي اركويت.
فيما تواصل القتال في منطقة المقرن المتاخمة للجسر الرابط بين مدينتي الخرطوم وأمدرمان، حيث جدد الجيش الهجوم بالمدفعية الثقيلة على مقر قوات الدعم السريع.
وفي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان، قالت لجان المقاومة إن قوات الدعم السريع تواصل عمليات تدوين مدفعي مستمر بالفاشر، مشيرة إلى أن استهداف المدينة يتم وسط تواطؤ دول جوار وأطراف إقليمية.
في الأثناء، استهدف طيران الجيش مناطق تمركز قوات الدعم السريع في محيط الفاشر شمال دارفور بينما تشهد مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور حسب مصادر عسكرية تحدثت لـ”القدس العربي” مواجهات عسكرية بين قوات الحركات المسلحة المشتركة الموالية للجيش وقوات الدعم السريع التي تسيطر على المدينة منذ يونيو/ حزيران من العام الماضي.