الجنوب اليمني: أخبار - حضرموت
أثار تصريح رئيس الجمعية الوطنية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي علي عبدالله الكثيري موجة جدل سياسي واجتماعي في محافظة حضرموت، عقب توصيفه أبناء المحافظات الشمالية المتواجدين في المحافظة بأنهم مقيمون، في خطاب اعتبره مراقبون امتدادا للرؤية الانفصالية التي يتبناها المجلس.
وجاءت تصريحات الكثيري خلال لقائه، يوم الاثنين، بعدد من أبناء المحافظات الشمالية، حيث أكد أن المجلس الانتقالي يلتزم بتوفير الحماية الكاملة والأمان الشامل لهم في حضرموت وبقية المحافظات الجنوبية، محذرا في الوقت ذاته من أي تصرفات فردية قد تمس السلم الاجتماعي، ومشددا على رفضها بشكل قاطع.
غير أن توصيف أبناء الشمال بالمقيمين فجّر نقاشا واسعا في الأوساط السياسية والحقوقية، إذ رأى منتقدون أن الخطاب يحمل دلالات إقصائية تمس مبدأ المواطنة المتساوية، ويعكس توجها سياسيا يسعى إلى تكريس واقع انفصالي على الأرض، في محافظة تعد من أكثر المحافظات حساسية وتعقيدا من حيث التركيبة السكانية والسياسية.
في المقابل حاول أنصار المجلس الانتقالي تقديم تصريحات الكثيري باعتبارها رسالة تطمين تهدف إلى نزع فتيل أي احتقان اجتماعي، مؤكدين أن الحديث عن الحماية والأمان يعكس حرص المجلس على الاستقرار وعدم الانزلاق نحو صراعات داخلية.
ويأتي هذا الجدل في ظل توترات متصاعدة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ومع تصاعد المخاوف من أن تؤدي مثل هذه الخطابات إلى تعميق الانقسام الاجتماعي والسياسي في حضرموت، التي تشهد منذ أسابيع تجاذبات حادة حول النفوذ والهوية ومستقبل المحافظة ضمن المشهد اليمني المعقد.

