الجنوب اليمني:اخبار
تشهد الساحة اليمنية منعطفا سياسيا حادا بعد التطورات الأخيرة التي مكنت المجلس الانتقالي الجنوبي من بسط سيطرته على عدن ومناطق واسعة في الشرق، في خطوة وصفتها إذاعة مونت كارلو الدولية بأنها تحول كبير في توزيع السلطة داخل اليمن. ووفق تقريرها، فقد غادرت شخصيات بارزة من الحكومة المعترف بها دوليا المدينة، من بينهم رئيس الوزراء وأعضاء في مجلس القيادة، بما يعكس انتقال مركز القرار بعيدا عن الحكومة التي ظلت تتخذ من عدن مقرا لها منذ عقد تقريبا.
وفي قراءة للانعكاسات الإقليمية، نقلت مونت كارلو عن صحيفة جيروزاليم بوست أن صعود الانتقالي لا يعني اقتراب استقلال الجنوب بشكل وشيك، غير أنها رأت أن التطورات الحالية قد تقود إلى نشوء حليف محتمل لإسرائيل في منطقة شديدة الحساسية جغرافيا. وذكرت الصحيفة أن تعزيز نفوذ المجلس في الجنوب يمنح تل أبيب فرصا لتعزيز تموضعها الاستراتيجي في خليج عدن وتقليص نفوذ إيران ودعم الجهود الهادفة لمواجهة الحوثيين، إضافة إلى ما يوفره الجنوب من موارد طبيعية يمكن أن تشكل أرضية لتعاون اقتصادي مستقبلي.
ويشير التقرير كذلك إلى تصريحات سابقة لرئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي خلال حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، حين قال إن قيام دولة جنوبية مستقلة سيتيح لها اتخاذ قراراتها الخارجية بصورة مستقلة، ملمحا إلى إمكانية الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم في حال حصول الفلسطينيين على حقوقهم.
وتوضح مونت كارلو أن هذه التطورات تضع الأطراف الإقليمية، من السعودية والإمارات إلى إسرائيل والحوثيين، أمام مرحلة جديدة قد تحمل إعادة تشكيل لتحالفات النفوذ في البحر الأحمر وخليج عدن، بينما لا تزال مآلات المشهد اليمني رهن اتساع رقعة الصراع أو نجاح القوى المحلية في إنتاج تسوية جديدة.

