الجنوب اليمني:اخبار
كشف تقريران غربيان عن تصاعد الخلاف بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على خلفية التطورات العسكرية الأخيرة في محافظة حضرموت، بعدما أحكمت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتيا سيطرتها على مناطق واسعة من الوادي والصحراء خلال الساعات الماضية.
وقال موقع المونيتور الأمريكي إن التحركات العسكرية التي أطلقها المجلس الانتقالي أثارت مخاوف من احتمال تفكك اليمن، بعدما ظهرت مواكب مسلحة ترفع علم الجنوب في حضرموت والمهرة للمرة الأولى منذ وحدة البلاد عام 1991. وأوضح الموقع أن التصعيد يعكس توترا متناميا بين أبوظبي والرياض داخل التحالف العربي، إذ تدعم الإمارات تشكيلات المجلس الانتقالي بينما تساند السعودية القوات القبلية والوحدات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا.
وفي اتجاه مشابه أكدت صحيفة نيويورك تايمز أن سيطرة الانتقالي على حضرموت مثلت ضربة واضحة للنفوذ السعودي في المحافظة الغنية بالنفط، مشيرة إلى أن التطورات الراهنة تعكس اختلافا في الأهداف الاستراتيجية بين البلدين. وذكرت الصحيفة أن الرياض تتمسك بمفهوم الدولة اليمنية الموحدة وتضع أمن حدودها في مقدمة أولوياتها، بينما تتحرك الإمارات وفق أجندة أكثر غموضا تسعى من خلالها إلى بناء هلال نفوذ على طول الساحل الجنوبي يضمن لها التحكم في طرق التجارة البحرية والموانئ الحيوية.
وتزامن ذلك مع اندلاع اشتباكات عنيفة فجر الأربعاء في مدينة سيئون ومحيطها بين قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للدولة من جهة وقوات الانتقالي من جهة أخرى. وتمكنت قوات الانتقالي خلال ساعات من دخول المدينة والسيطرة على المطار والمنشآت الحكومية ومقرات الأمن وقيادة المنطقة العسكرية الأولى ضمن عملية سمتها المستقبل الواعد.
وتعد حضرموت أكبر محافظات اليمن وتمتلك نحو ثلث مساحة البلاد وأكثر من ثمانين بالمئة من احتياطياتها النفطية إضافة إلى موانئ استراتيجية على بحر العرب، ما يجعل السيطرة عليها مرصدا حساسا للتوازنات الإقليمية بين الرياض وأبوظبي.

