الجنوب اليمني:اخبار
تحتجز قوات المقاومة الوطنية المدعومة إماراتياً تحت قيادة طارق صالح الناشط الإعلامي عادل النزيلي لليوم الثالث، في خطوة تعكس بحسب مراقبين مدى الحساسية المفرطة تجاه أي صوت ناقد داخل مناطق نفوذ طارق، حتى لو جاء من داخل منظومته نفسها.
فجر الاثنين اختفى النزيلي بعد أن نشر سلسلة منشورات اشتعلت على مواقع التواصل، هاجم فيها طارق صالح ونجله عفاش وشقيقه محمد، متهماً إياهم بدفع مشروع “عائلي” يبتلع الساحل الغربي وإقليم الجند، ويهمش فكرة المشروع الوطني. وبعد ساعات من اختفائه، تبين أنه أودع سجن القانونية التابع للقوات ذاتها.
الهجوم الذي شنه النزيلي لم يتوقف عند القيادة العسكرية، بل تجاوزها إلى سنحان، المنطقة التي ينتمي إليها طارق صالح، ما أثار ردود فعل غاضبة داخل قيادات المقاومة، والتي اعتبرت المنشورات “إساءة لا يمكن السكوت عنها” لتنتهي القضية بالاعتقال بدلاً من الرد أو التوضيح أو فتح نقاش عام.
ورغم أن النزيلي يشغل منصب مسؤول إعلامي في الخلية الإنسانية التابعة للمقاومة الوطنية، فإن عمله الإنساني لم يشفع له في تجنب الاحتجاز، خصوصاً أنها ليست المرة الأولى؛ إذ يعد الاعتقال الثالث على خلفية انتقادات يوجهها لقيادة القوات وشبكات النفوذ المحيطة بها.
وتضع هذه الواقعة، التي غاب عنها أي تعليق رسمي حتى اللحظة، سؤالاً صارخاً أمام الرأي العام: هل يتحول النقد داخل مناطق طارق صالح إلى خط أحمر يقابل بالاعتقال فوراً؟ أم أن القضية تكشف عن بنية سلطة لا تملك هامشاً كافياً لاستيعاب أصوات من داخلها قبل خارجها؟

