الجنوب اليمني:أخبار - حضرموت
كشفت وثيقة رسمية صادرة عن قيادة المنطقة العسكرية الثانية بتوقيع اللواء طالب بارجاش عن عملية منظّمة لإحلال واستحواذ على مقاعد محافظة حضرموت في الكليات العسكرية، في خطوة وصفت بأنها سياسة ممنهجة تستهدف تقليص تمثيل أبناء المحافظة داخل المؤسسات العسكرية الوطنية.
ووفقًا لمضمون الوثيقة، بلغ عدد المبتعثين من المنطقة الثانية 44 طالبًا، نحو نصفهم من خارج حضرموت، بينما استحوذ لواء بارشيد وحده على 15 مقعدًا، رغم أن أكثر من 90% من عناصره من غير أبناء المحافظة.
كما أظهرت البيانات أن جهات حضرمية رسمية مثل قوات النخبة الحضرمية والأحقاف والشرطة العسكرية والأمن العام لم تُمنح سوى مقعد واحد لكل جهة، في وقت نالت فيه ما تُعرف بـ”القيادة والسيطرة” 12 مقعدًا، نصفها لغير الحضارم، وهو ما يثير تساؤلات حول توجيه القرارات لصالح مجموعات محددة لا تمثل النطاق الجغرافي للمحافظة.
مصادر مطلعة أكدت أن لواء بارشيد لم يكتفِ بالاستحواذ على مقاعد الكلية العسكرية ضمن المنطقة الثانية، بل سيطر أيضًا على 15 مقعدًا إضافيًا من حصة حضرموت في الكلية الحربية بعدن، ما يشير إلى أن العملية ليست استثناءً بل نمطًا متكررًا ومخططًا له.
وفي وثيقة أخرى موقعة من محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، تم الكشف عن إضافة أفراد من مناطق شمالية ضمن حصة محافظة المهرة في كلية الشرطة، ينتمي بعضهم إلى أبناء ضباط في المنطقة العسكرية الأولى، الأمر الذي يعزز فرضية وجود شبكة نفوذ مناطقية تتجاوز الإطار المؤسسي والقانوني.
ويرى مراقبون أن هذه الممارسات تعكس استراتيجية إحلال ممنهجة بدأت بتوزيع المقاعد التعليمية العسكرية، وتمتد نحو تفريغ مراكز القرار من الكوادر المحلية، في سياق يهدد مستقبل الضباط الحضارم ويقوّض استقلالية القرار العسكري بالمحافظة.
ودعا ناشطون ومهتمون بالشأن العام إلى تحقيق عاجل وشفاف حول هذه الانتهاكات، مؤكدين أن حرمان حضرموت من حقها في التمثيل والتأهيل العسكري يعد ضربًا لمبدأ العدالة والمواطنة المتساوية.

