الجنوب اليمني: أخبار - عدن
هزّ اغتيال الشيخ مهدي العقربي، أحد الرموز الاجتماعية في عدن، الرأي العام المحلي، وسط اتهامات واضحة بتورط شبكة محلية في تنفيذ العملية، ومحاولات ممنهجة لتضليل التحقيقات. تكشف معلومات أولية جمعتها مصادر أمنية وميدانية متعددة عن خيوط الجريمة ومرتكبيها، في ملف يعكس خطورة العبث بالأمن والعدالة في المدينة.
تشير المعلومات إلى أن عملية رصد الشيخ العقربي بدأت بتاريخ 25 سبتمبر بقيادة المدعو عبدالله عبده عبدالله علوي المشوشي بالتنسيق مع أحمد صالح المشوشي، مالك تموينات المسافري في منطقة البريقة، حيث اتخذت المجموعة موقعاً داخل دشمة تعود ملكيتها لعبدالله المشوشي في بئر أحمد، للتحضيرات النهائية للعملية بمشاركة عناصر أُلقي القبض عليهم لاحقاً.
في اليوم التالي، نفذت الجريمة أثناء توجه الشيخ لصلاة الجمعة باستخدام مركبة نوع “هايلكس” بيضاء، ثم سلكت المركبة مساراً متشعباً في شوارع عدن مروراً بمحافظة لحج للتمويه على كاميرات المراقبة، قبل أن يصدر قائد اللواء الثالث دعم وإسناد نبيل المشوشي – المتورط الرئيسي في الجريمة – أمراً بإخفاء المركبة في منزل المدعو حسين المشوشي بمنطقة الفيوش، حيث تم تفكيكها لطمس الأدلة.
كما أشارت المصادر إلى وجود محاولات للتأثير على مجريات التحقيق من قبل عدة أطراف، أبرزهم إبراهيم الرضامي الذي أوكلت إليه مهمة التعامل مع قبيلة العقارب وتمويه القضية، ومحسن الوالي قائد الأحزمة الأمنية، وجلال الربيعي قائد الحزام الأمني في عدن، في تقديم معلومات مضللة وتغيير أقوال المحتجزين.
حالياً، الفاران من وجه العدالة هما عبدالله عبده عبدالله علوي المشوشي وأحمد صالح المشوشي ويتواجدان في مديرية رصد بيافع، فيما تم توقيف كل من جبران المشوشي، علوي الرضامي، وعلي ناصر الرضامي، مع استمرار التحريات لكشف بقية المتورطين.
تأتي هذه المعلومات في إطار متابعة منصة “أبناء عدن” لملف يمس قيم العدالة والأمن الاجتماعي، مؤكدة على ضرورة كشف الحقائق كاملة وضمان سير العدالة دون أي تأثير خارجي. وتوضح مجريات القضية حجم العبث الذي يمكن أن يلحق بأمن المجتمع حين تتورط عناصر محلية نافذة في أعمال إجرامية، ما يجعل من الضروري التحرك السريع لمحاسبة كل من يثبت تورطه في الجريمة.

