الجنوب اليمني: خاص
في تحليل عميق للواقع السياسي بالمهرة، أبرز الشيخ علي سالم الحريزي رئيس لجنة الاعتصام السلمي بالمهرة، بمشاركة قيادات الاعتصام في مديرية حوف، أبعاد الصراع الجيوسياسي الدائر في المحافظة الذي يتجاوز الخلاف العسكري ليصل إلى قضايا السيادة الوطنية والهوية المجتمعية.
يرى الحريزي أن وجود قوات “درع الوطن” يمثل امتداداً للتدخلات الأجنبية ومحاولة لفرض واقع جديد، حيث يتم ربط هذه القوات بالسعودية ومشاريعها بما يعزز الرواية التي ترى أن الهدف هو السيطرة على المهرة لأسباب استراتيجية واقتصادية وليس لخدمة أهداف وطنية يمنية موحدة.
مخاوف من اختراق النسيج الاجتماعي
يشكل التحذير من استخدام التشكيلات السلفية المذهبية والطائفية نقطة بالغة الحساسية في خطاب الحريزي، حيث يكشف عن مخاوف عميقة من تقسيم المجتمع عبر استبدال النسيج القبلي والاجتماعي التقليدي بولاءات عقائدية خارجية.
كما يحذر من استنساخ نموذج الصراعات المسلحة التي شهدتها محافظات يمنية أخرى مثل عدن وشبوة، ونقلها إلى المهرة المسالمة، مع الإشارة إلى رفض المشاريع التي تسعى لاختراق المجتمع المهري وتغيير مرجعية القرار والولاء من المحلية والوطنية إلى التبعية لجهة خارجية.
المقاومة السلمية ووعي الشعب
يبرز البيان الدور المحوري للوعي الشعبي كصمام أمان لمواجهة الوصاية، حيث يمثل هذا الوعي السياسي الذكي قوة مضادة للشرعية العسكرية أو التمويل الخارجي.
ويعبر البيان عن إصرار على استمرار النضال السلمي حتى رحيل جميع القوات الأجنبية، مما يؤكد على استراتيجية المقاومة المدنية وتجنب الانزلاق إلى العسكرة، مع الإبقاء على قوة الدفع الجماهيري المستمر.
ويشيد الحريزي بأهالي مديرية حوف ووصفهم بأنهم في مقدمة الصفوف، في رسالة تهدف إلى تعزيز الجبهة الداخلية وتوحيدها ضد التهديدات الموحدة، وتأكيد أن الرفض ليس قاصراً على قيادات الاعتصام بل هو إجماع مناطقي.
تبقى كلمة الشيخ الحريزي إعلاناً لاستمرار حالة الاستنفار السياسي والشعبي في المهرة، حيث تمثل المسألة مقاومة سياسية وثقافية لمشروع يُنظر إليه محلياً على أنه تهديد وجودي يهدف إلى عسكرة المحافظة وتفتيت نسيجها المجتمعي.


