أورام تتكاثر.. وأمل يتلاشى: ارتفاع مقلق في حالات السرطان بحضرموت وتعز وسط غياب الدعم الطبي

26 أكتوبر 2025آخر تحديث :
أورام تتكاثر.. وأمل يتلاشى: ارتفاع مقلق في حالات السرطان بحضرموت وتعز وسط غياب الدعم الطبي

الجنوب اليمني: تقارير

في أروقة المستشفيات اليمنية، تتعالى أنات المرضى وتختنق آمالهم بين نقص الدواء وضيق الأسرّة.
فمن حضرموت إلى تعز، تتكاثر حالات السرطان كالنار في الهشيم، في ظل عجز المراكز الطبية عن مواكبة الأعداد المتزايدة وغياب الدعم الحكومي الفاعل.

وكشف مدير المركز الوطني لعلاج الأورام في المكلا، الدكتور زكي صعنون، أن المركز استقبل خلال النصف الأول من عام 2025 نحو 660 حالة جديدة مصابة بالسرطان، فيما توفي 36 مريضًا خلال الفترة نفسها أثناء تلقيهم العلاج.

وأوضح صعنون أن المركز سجّل العام الماضي 1,405 حالة إصابة، ويقدّم حاليًا خدمات تشخيصية ومتابعة لأكثر من 14 ألف مريض متردد من محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى.

وأشار إلى أن المركز يواجه صعوبات متفاقمة أبرزها ضيق مساحة المبنى وعدم قدرته على استيعاب الأعداد المتزايدة، إلى جانب ضعف برامج التدريب والتأهيل للكوادر الطبية، ونقص المعدات الحيوية مثل أجهزة “الماموجرام” والمسح الذري، مما يعقّد جهود الكشف المبكر والعلاج الفعّال.

وفي محافظة تعز، أعلن مركز الأمل لعلاج مرضى السرطان عن تزايد غير مسبوق في أعداد المصابين، حيث بلغ عدد الحالات الجديدة خلال النصف الأول من العام الجاري 884 إصابة، بحسب بيانات المركز.

وحذّر طبيب الأورام الصلبة في مركز الأمل، الدكتور أمين المزاحم، من “اتساع دائرة انتشار أمراض السرطان في المدينة بسبب تلوث المواد الغذائية وانتشار السموم في الخضروات والفواكه والمعلبات المستوردة”، مطالبًا بتدخل عاجل من الجهات الرسمية للحد من هذه المخاطر.

يأتي هذا التصاعد في أعداد الإصابات بالسرطان في ظل تدهور المنظومة الصحية اليمنية نتيجة الحرب المستمرة منذ نحو عقد من الزمن، وتراجع الدعم الحكومي والمانحين للمرافق الطبية المتخصصة.
ويشير مختصون إلى أن غياب برامج الفحص المبكر، وتلوث البيئة، وضعف الرقابة على الأغذية ساهمت في تضاعف معدلات الإصابة خلال السنوات الأخيرة.

بين واقعٍ طبيٍّ هش، وصرخات مرضى لا تجد صدى، تبقى مراكز علاج الأورام في حضرموت وتعز تقاتل بأدوات محدودة ضد مرضٍ لا يرحم.
ويطالب الأطباء والناشطون بضرورة إطلاق خطة وطنية عاجلة لمكافحة السرطان، تشمل دعم المراكز القائمة، وتوفير الأجهزة الحديثة، وتدريب الكوادر، وفرض رقابة صارمة على الأغذية والمبيدات المستوردة.
فإلى متى سيستمر هذا العبث بحياة اليمنيين؟

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق