الجنوب اليمني:أخبار - شبوة
في حادثةٍ تهزّ الضمير الإنساني وتكشف جانباً مظلماً من واقع الأمن في محافظة شبوة، يواصل الطفل محمد مطلوب سالم (16 عاماً) قضاء أيامه خلف القضبان في سجن شرطة نصاب منذ 30 يوليو 2025، بعد أن تم احتجازه بدلاً عن والده الذي لم يكن متواجداً في المنزل لحظة المداهمة.
وفقاً لمصادر قانونية وأهلية، أقدم مدير شرطة نصاب، سالم طالب الكوردي، على إرسال قوة أمنية إلى منزل المواطن مطلوب محمد سالم بغرض اعتقاله، ولما لم تجده، احتجزت ابنه القاصر كرهينة، في تصرف وصفه ناشطون حقوقيون بأنه “انتهاك صريح للقانون اليمني وكل المواثيق الدولية لحقوق الطفل”.
وتؤكد وثائق رسمية صادرة عن نيابة الاستئناف، ووكيل نيابة نصاب، ومدير عام شرطة شبوة العميد فؤاد النسي، أنها وجهت أكثر من مذكرة رسمية بالإفراج الفوري عن الطفل، غير أن شرطة نصاب رفضت تنفيذ تلك التوجيهات، لتتحول القضية إلى نموذج صارخ لما سماه الأهالي “بلطجة رسمية” واستخداماً للقوة خارج القانون.
الأهالي في نصاب عبّروا عن استيائهم العميق من هذا التجاهل، معتبرين أن ما يحدث “يمثل انحداراً خطيراً في احترام حقوق الإنسان، ويكشف تسيباً أمنياً يهدد النسيج الاجتماعي بالمحافظة.”
ويرى مراقبون أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ تتكرر في المناطق الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي ممارسات احتجاز تعسفي وتجاوزات قانونية، في ظل صمت رسمي من الجهات المعنية.
> “أي قانونٍ يبيح اعتقال طفل مكان والده؟ وأي دولةٍ تلك التي تعجز عن إطلاق سراح قاصرٍ رغم أوامر النيابة؟” — يتساءل ناشط حقوقي.