هل عدن تودّع الكهرباء رسميًا.. وتكتفي بضوء القمر؟

15 أكتوبر 2025آخر تحديث :
هل عدن تودّع الكهرباء رسميًا.. وتكتفي بضوء القمر؟
ابو يزن

الجنوب اليمني:خاص

مدينة تغفو على الظلام

في مشهدٍ بات مألوفًا لسكّان العاصمة المؤقتة عدن، تتكرر ساعات انقطاع الكهرباء حتى وصلت إلى 15 ساعة يوميًا، ليكتفي المواطنون بساعتين من التيار الكهربائي بالكاد تكفي لشحن الهواتف وإعادة إنعاش الأجهزة المنهكة.
وبات ضوء القمر، لا محطات التوليد، هو ما ينير ليالي المدينة التي تحولت تدريجيًا من “عروس البحر العربي” إلى مدينةٍ تبحث عن عود ثقاب.

حياة على جدول الانقطاعات

منذ أسابيع، يعيش سكان عدن وفق «جدول انقطاع» صار أكثر التزامًا من أي جدول حكومي.
الطلاب يراجعون دروسهم على أضواء الهواتف المحمولة، والأمهات يطبخن في صمتٍ خانق، بينما أصحاب المحال التجارية يخوضون سباقًا يوميًا لشحن بطارياتهم قبل أن تُطفأ الكهرباء من جديد.

«الكهرباء في عدن أصبحت مثل الزائر الثقيل… تأتي فقط عندما لا تحتاجها.»
— تعليق متداول على مواقع التواصل

أسباب بلا إجابات

ورغم تفاقم الأزمة، تلتزم الجهات المسؤولة صمتًا مطبقًا، دون أي توضيح حول الأسباب أو المدد المتوقعة للمعالجة.
تشير مصادر محلية إلى أن نقص الوقود وتوقف بعض المولدات وراء الأزمة، فيما يرى مراقبون أن المشكلة أصبحت «سياسية أكثر منها فنية»، خصوصًا مع تكرار الأعذار وتراكم الأعطال.

اقتصاد في العتمة

تأثرت مختلف القطاعات الخدمية والتجارية بالأزمة:

محال تجارية توقفت عن العمل.

أفران ومخابز مهددة بالإغلاق.

وأصحاب محلات الإنترنت يشكون خسائر يومية متصاعدة.

حتى حفلات الأعراس لم تسلم، إذ باتت تعتمد على «مولدات الأمل» بدلاً من مولدات الكهرباء، بينما ارتفعت أسعار الشموع لتصبح سلعةً «استراتيجية».

سخرية بمرارة

وسط الغضب الشعبي، لجأ العدنيون إلى الدعابة كوسيلة للتنفيس.
تتداول صفحات محلية نكاتًا مثل:

«الكهرباء في عدن تزورنا كما يزور المسؤول الميدان: بسرعة… وبصورة!»

لكن خلف كل ضحكة تختبئ معاناة حقيقية لأسرٍ لا تستطيع تبريد طعامها أو تشغيل مروحتها في ظل حرارة خانقة.

ضوء القمر… آخر الحلول

في ظل الغياب التام للحلول، لا يجد السكان سوى ضوء القمر عزاءً لهم، يضيء ليل المدينة التي أنهكتها الوعود.
تلك الوعود التي تتجدد في كل بيان حكومي، لكنها لا تضيء سوى عناوين الأخبار.

أزمة الكهرباء في عدن لم تعد عطلًا مؤقتًا، بل تحولت إلى مرآةٍ لأزمة إدارة أعمق.
فبين غياب التخطيط وضعف البنية التحتية وانقسام السلطات، يبدو أن المواطن وحده من يدفع الثمن، كل يوم، في العتمة.
ويبقى السؤال الذي يهمس به كل عدنيٍّ مع كل غروب:

هل ستعود الكهرباء يومًا؟ أم أن عدن اكتفت فعلًا بضوء القمر؟

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق