الجنوب اليمني: خاص
في مشهد لافت ومثير للسخرية، خلت شوارع محافظة الضالع — معقل رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزُبيدي — من الحشود الجماهيرية المعتادة خلال زيارته للمحافظة للمشاركة في احتفالات الذكرى الـ 62 لثورة 14 أكتوبر، فيما أفادت مصادر محلية أن طلاب المدارس أُخرجوا قسرًا لتأدية دور “جمهور الاستقبال” في فعالية محدودة الحضور.
أفادت مصادر محلية للمصدر الجنوب اليمني أن السلطات المحلية في الضالع، بإيعاز من قيادات المجلس الانتقالي، أصدرت توجيهات إلى عدد من المدارس لإخراج الطلاب في ساعات الدوام الرسمي بهدف حضور فعالية استقبال اللواء عيدروس الزُبيدي، بعد فشل محاولات حشد جماهيري شعبي من الأهالي.
وأظهرت مقاطع مصوّرة تداولها ناشطون محليون طوابير من الطلاب يرتدون الزي المدرسي في ساحات الاحتفال، في حين غابت مظاهر الحضور الشعبي التي عادةً ما ترافق زيارات قيادات الانتقالي، وهو ما اعتبره مراقبون “دليل فتورٍ متزايد بين قيادة المجلس وقاعدته الاجتماعية حتى في المحافظات الجنوبية الموالية تقليديًا له”.
وقال أحد التربويين في المدينة – طلب عدم ذكر اسمه – إن إدارات المدارس تلقّت أوامر مباشرة بتعليق الدراسة في يوم الزيارة، وإخراج الطلاب إلى ساحة الاحتفال، مضيفًا أن كثيرًا من أولياء الأمور أبدوا استياءهم من استخدام أبنائهم لأغراض سياسية وإعلامية.
من جانبهم، قلّل إعلاميو المجلس الانتقالي من أهمية المزاعم، مؤكدين أن الاستقبال كان “رسميًا ومنظمًا”، إلا أن الفيديوهات المتداولة تُظهر تباينًا واضحًا بين الخطاب الإعلامي للانتقالي والمشهد الفعلي على الأرض، حيث بدا الحضور محدودًا ومقتصرًا على موظفين رسميين وطلاب.
تُعد محافظة الضالع مركز ثقلٍ رمزي للمجلس الانتقالي ورئيسه الزُبيدي، إذ ينتمي إليها سياسيًا واجتماعيًا، وغالبًا ما تُستهل منها الفعاليات الكبرى للمجلس. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت فتورًا ملحوظًا في التفاعل الشعبي مع فعاليات الانتقالي، على خلفية الأوضاع المعيشية المتدهورة، وتنامي الإحباط من الأداء السياسي والعسكري للمجلس في الجنوب.
ويرى محللون أن غياب الحشد في الضالع — رغم كونها منطقة نفوذ رئيس المجلس — يوجّه رسالة سياسية داخلية بأن التأييد للانتقالي لم يعد كما كان، وأن الخطاب التعبوي لم يعد يجذب الناس كما في السابق.
وأشار مراقبون الى أن زيارة الزُبيدي إلى الضالع، كان يُفترض أن تكون مناسبة احتفالية تعزز شعبيته، تحوّلت إلى اختبارٍ ميداني أظهر هشاشة الحضور الشعبي للمجلس الانتقالي في مناطقه الأهم.
ومع تصاعد الانتقادات لاستخدام الطلاب في الفعاليات السياسية، تتجه الأنظار إلى مدى قدرة الانتقالي على استعادة الثقة المجتمعية، بعيدًا عن الأساليب التنظيمية القسرية أو الاستعراضات الإعلامية