الجنوب اليمني: خاص
أعاد اختفاء الشيخ أبو أسامة السعيدي، أحد قادة المقاومة الجنوبية وأئمة المساجد في محافظة أبين، إلى الواجهة ملفّ الاعتقالات والإخفاء القسري في مدينة عدن، وسط مطالبات حقوقية وشعبية بالكشف عن مصيره ومحاسبة المتورطين في احتجازه.
وبحسب مصادر حقوقية، فإن الشيخ السعيدي مختفٍ قسريًا منذ نحو خمس سنوات، عقب اعتقاله في عدن بعد ظهوره في مقطع فيديو أثناء أحداث اقتحام قصر معاشيق، حيث عبّر حينها عن مواقفه تجاه الوجود العسكري السعودي في الجنوب. ولم تُعرف حتى اليوم الجهة التي تتولى احتجازه أو أسباب استمرار اعتقاله دون إجراءات قضائية.
عائلة السعيدي أكدت أنها لم تتلقَّ أي معلومات رسمية بشأن مكان احتجازه أو حالته الصحية، مشيرة إلى أنها طرقت أبواب القضاء والنيابة العامة دون جدوى، فيما وصفت منظمات حقوقية القضية بأنها “انتهاك صارخ للقانون اليمني وللاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان”.
في السياق، حمّلت تقارير حقوقية المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤولية حالات الإخفاء القسري في عدن، مطالبة بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين خارج إطار القانون، وفتح تحقيق عاجل في ظروف اعتقالهم وضمان سلامتهم.
وشهدت مدينة عدن خلال الأيام الماضية دعوات تضامن شعبية مع الشيخ السعيدي، حيث تداول ناشطون وحقوقيون وسم “#الحرية_لأبو_أسامة_السعيدي”، مؤكدين أن استمرار هذه الممارسات يفاقم الاحتقان الاجتماعي ويقوّض ثقة المواطنين بالمؤسسات الأمنية والقضائية.
يُذكر أن الشيخ أبو أسامة السعيدي يُعد من أبرز الشخصيات المتدينة التي شاركت في المقاومة مطلع العام ٢٠١٥ خلال الحرب الأخيرة، قبل أن يُعتقل لاحقًا في ظروف غامضة.