الجنوب اليمني: أخبار - لحج
أثارت عملية دفن مواد مجهولة يُعتقد أنها سامة أو مشعة داخل أرض وقف الفشلة بمحافظة لحج، قلقًا واسعًا بين السكان والمهتمين بالشؤون البيئية، خصوصًا أن الموقع يجاور آبارًا ومزارعًا تغذي مدينة عدن بالمياه.
الموضوع كشفه متولي الوقف عبدالقوي محمد سلام العزيبي، الذي رصد تحركات غامضة لآليات ثقيلة داخل الأرض مساء الخميس الماضي، قبل أن يكتشف صباح السبت حفريات مغطاة بطبقات خرسانية أسمنتية، بالإضافة إلى حفريات جديدة لم تُستخدم بعد، ما يعزز المخاوف من استمرار دفن مواد خطرة بعيدًا عن الرقابة الرسمية.
مدير صندوق النظافة بمحافظة لحج أقر بوجود “مكان مخصص لدفن مواد تابعة لمكتب الزراعة”، دون توضيح طبيعتها أو مدى أمانها، فيما أعرب المدير العام لحماية البيئة عن استغرابه لعدم إعلامه بالعملية، في مؤشر على غياب التنسيق والمساءلة.
العزيبي طرح تساؤلات حاسمة: هل عُولجت المواد قبل الدفن؟ وهل تم مراعاة العزل الجيولوجي لحماية المياه الجوفية؟ وكيف تم تنفيذ العملية قرب مناطق مأهولة وآبار حيوية؟
وأكد عزمه تقديم بلاغ جنائي للجهات المختصة، مطالبًا السلطة المحلية بتوضيح عاجل وشفاف، محذرًا من تحويل أراضي الوقف إلى مدافن سرية للمواد الخطرة.
محللون بيئيون أشاروا إلى أن الواقعة تبرز الحاجة إلى رقابة مشددة على المخلفات الزراعية والصناعية، حمايةً لمصادر المياه، ودرءًا لأي كارثة بيئية محتملة قد تؤثر على حياة آلاف المواطنين في عدن والمحافظات المجاورة.