ضباط أجانب في شبوة.. خطة إماراتية لتشكيل “قوة ظل” محلية؟

4 أكتوبر 2025آخر تحديث :
ضباط أجانب في شبوة.. خطة إماراتية لتشكيل “قوة ظل” محلية؟

الجنوب اليمني: تقرير خاص

كشفت مصادر عسكرية وأمنية خاصة في محافظة شبوة لـ«موقع الجنوب اليمني» عن وصول قوة أجنبية إلى مطار عتق يوم السبت 27 سبتمبر 2025، بعد نقلها من منشأة بلحاف الغازية التي تُعد أبرز نقاط النفوذ الإماراتي في المحافظة.

وقالت المصادر إن القوة تضم ضباطًا متقاعدين من جنسيات أمريكية وبريطانية وإسرائيلية، استُقدموا عبر شركات أمنية خاصة تعمل ضمن عقود سرية لصالح جهات إقليمية ودولية، ويقود المجموعة كلٌّ من:

الأمريكي المتقاعد جوناثان “جاك” ميرسر،

الأمريكي المتقاعد مارك هاريس دالتون،

البريطاني الإسرائيلي المتقاعد ريتشارد بنجامين هرتزل.

وبحسب مصدر خاص في قوات دفاع شبوة، فإن الهدف المعلن لهذه القوة هو “إعادة تقييم التشكيلات العسكرية الموالية للإمارات”، لكن معلومات ميدانية متقاطعة تشير إلى أن المهمة الفعلية تتعلق بتدريب وحدة خاصة على عمليات نوعية تشمل الاغتيالات والخطف والتفخيخ.

وأضاف المصدر أن الضباط الأجانب بدأوا منذ وصولهم باختيار عناصر محدودة من القوات المحلية الموالية للإمارات وفق معايير بدنية وعسكرية دقيقة، تمهيدًا لتشكيل قوة نخبوية صغيرة تعمل كذراع تنفيذية إماراتية داخل اليمن.

قوة “مضمونة الولاء”

وتشير المعلومات إلى أن هذه الخطوة تمثل تحولًا في استراتيجية أبوظبي داخل المحافظات الجنوبية، حيث تتجه نحو بناء قوة محلية مدرّبة وممولة بشكل مباشر بدلاً من الاعتماد الكامل على الشركات الأمنية الأجنبية.
ويرى مراقبون أن الإمارات تسعى عبر هذه الخطوة إلى امتلاك قوة مضمونة الولاء طويلة الأمد، قادرة على تنفيذ عمليات حساسة دون أن تُنسب رسميًا إلى أي طرف خارجي.

وتعيد هذه التحركات إلى الأذهان التقارير الدولية التي كشفت، خلال الأعوام الماضية، عن تعاون إماراتي مع شركات أمنية أجنبية في تنفيذ عمليات اغتيال ضد شخصيات سياسية ودينية في عدن ومحافظات أخرى، وهي اتهامات لم تعلّق عليها أبوظبي رسميًا حينها.

سياق سياسي وأمني

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه محافظة شبوة حراكًا عسكريًا متسارعًا، وسط تنافس بين تشكيلات متعددة الولاءات، أبرزها قوات دفاع شبوة والعمالقة الجنوبية، وكلتاهما تتلقى دعمًا إماراتيًا مباشرًا.

ويرى خبراء أن استقدام ضباط أجانب لتدريب وحدات جديدة يوحي بأن الإمارات تعمل على إعادة هندسة نفوذها الأمني بما يتجاوز الولاءات القبلية والمناطقية، نحو تشكيل قوة أكثر انضباطًا وأقل تكلفة على المدى الطويل.

في المقابل، تثير هذه التحركات تساؤلات حول مدى قانونية وجود ضباط أجانب على الأراضي اليمنية دون تنسيق مع الحكومة المعترف بها دوليًا، خصوصًا في ظل تصاعد التوتر بين السلطات المحلية في شبوة وبعض القوى السياسية المناهضة للنفوذ الإماراتي.

خلاصة تحليلية

يبدو أن الإمارات، بعد أكثر من ثماني سنوات من انخراطها في الملف اليمني، تتجه نحو مرحلة جديدة من إدارة النفوذ الأمني تقوم على “التمكين المحلي بدل الوجود المباشر”، عبر تدريب وتشكيل وحدات خاصة تُنفّذ أجندتها الميدانية بأيدٍ يمنية.
لكن الغموض الذي يلف مهام هذه القوة الأجنبية الجديدة في شبوة يطرح تساؤلات حادة حول طبيعة الدور القادم لأبوظبي في الجنوب، وما إذا كانت هذه الخطوة مقدمة لتصعيد جديد في مسار الصراع داخل اليمن.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق