الجنوب اليمني: متابعات - الضالع
أقدمت قوات الحزام الأمني بقيادة أحمد القُبّة على اعتقال الشيخ محمد عبدالحفيظ ريشان ومرافقيه، وإيداعهم السجن المركزي دون أوامر قضائية معلنة، وفق ما أفادت مصادر محلية.
الخطوة اعتبرها أبناء الضالع وقعطبة ومريس انتهاكاً صريحاً للأعراف القبلية والقانونية، خصوصاً أن ريشان يعد من الشخصيات الاجتماعية ذات الحضور الوازن في محيطه. وهو ما جعل أصواتاً محلية تصف ما حدث بأنه عمل ممنهج لإضعاف مكانة المشايخ والوجهاء لصالح نفوذ القوى الأمنية.
وفي سياق أوسع فإن قوات الحزام الأمني، التي تأسست بدعم من التحالف العربي وتعمل تحت إشراف المجلس الانتقالي الجنوبي، أنشئت منذ سنوات لتلعب دوراً بديلاً لمكونات ومؤسسات الدولة الشرعية -خارج الأطر الرسمية المتعارف عليها – في ضبط الأمن في مناطق الضالع وعدن. لكن في المقابل، وُجّهت لها اتهامات متكررة باستخدام القوة خارج الأطر القانونية، سواء ضد ناشطين أو وجهاء قبليين.
حوادث مشابهة في السنوات الماضية، منها احتجاز قيادات محلية أو ناشطين، فتحت الباب أمام تساؤلات حول:
هل تسعى هذه القوات لتكريس سلطة موازية لأجهزة الدولة؟ أم أن الاعتقالات تأتي ضمن صراعات داخلية لتصفية حسابات شخصية أو سياسية.
اعتقال ريشان أثار ردود أفعال واسعة في المديرية لم تقتصر على أنصاره فقط، بل شملت قطاعاً واسعاً من أبناء الضالع وقعطبة ومريس، الذين يرون أن ما جرى يمثل سابقة خطيرة تهدد السلم الاجتماعي، ويقوّض ثقة الناس بالمؤسسات الأمنية.
وقد دعى أعيان وابناء الضالع على ضرورة، إطلاق سراح الشيخ ريشان ومرافقيه فوراً. ومطالبات للجهات المعنية بصرورة كبح ما وصفوه بـ”التجاوزات المتكررة”.