الجنوب اليمني:خاص
أثار التحقيق الاستقصائي الذي نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) حول شبكة استغلال جنسي تستهدف نساء أفريقيات في دبي صدمة واسعة، ليس فقط لكشفه حجم الانتهاكات المسكوت عنها، بل لفتحه باب النقاش حول تأثير النفوذ الإماراتي في المجتمعات الهشّة، ومنها جزيرة سقطرى اليمنية.
تحذيرات من انتقال الظاهرة إلى سقطرى
ففي الوقت الذي أظهر التحقيق استغلالًا منظمًا للعاملات الأفريقيات في أحياء دبي الراقية وسط وفيات غامضة وصمت رسمي، يرى مراقبون يمنيون أن هذا النموذج قد يُسلّط الضوء على أبعاد النفوذ الإماراتي في سقطرى، حيث تشير تقارير محلية وإعلامية إلى حالات زواج بين إماراتيين وفتيات سقطريات، كما نظمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حفلات زواج جماعي في الجزيرة ومناطق يمنية أخرى، وفق ما نشرته وسائل إعلام موثوقة مثل Gulf News ووكالات محلية.
أداة نفوذ ناعمة تهدد المجتمع السقطري
ويحذّر ناشطون اجتماعيون من أن هذه الظاهرة، إذا استمرت وتوسّعت، قد تتحول إلى أداة نفوذ ناعمة تُغيّر البنية الديموغرافية والثقافية للمجتمع السقطري، تمامًا كما فعل الاقتصاد الريعي في بعض المجتمعات الخليجية عبر تحويل الفئات الضعيفة إلى ضحايا شبكات النفوذ.
ويقول باحثون في الشؤون الإجتماعية “التحقيق عن دبي ليس معزولًا عن السياق الإقليمي؛ فالإمارات تستثمر في الهشاشة المجتمعية سواء عبر استغلال اقتصادي أو عبر بناء نفوذ اجتماعي من خلال الزواج والارتباطات الأسرية في سقطرى”.
ويضيف أن المجتمع اليمني قد يواجه نقطة فارقة إذا تحولت هذه العلاقات إلى مسار منظم ومحمٍ سياسيًا، وهو ما قد يترك أثرًا طويل المدى على الهوية المحلية، ويطرح تساؤلات حول حدود السيادة الاجتماعية والثقافية لليمنيين.
مطالبات بتدخل الدولة اليمنية
في المقابل، يطالب ناشطون بضرورة تحرك الدولة اليمنية والسلطات المحلية في سقطرى لضبط هذه الظواهر، والتأكد من أن الزواج يتم وفق الضوابط الشرعية والاجتماعية، بعيدًا عن أي استغلال أو استثمار سياسي.
أستغلال عولمي ونفوذ سياسي
ويرى محللون أن تحقيق “بي بي سي” يعكس الحاجة إلى فتح النقاش حول استغلال الفئات الأضعف، سواء عبر شبكات عابرة للحدود أو نفوذ سياسي في مناطق منكوبة كاليمن، مؤكدين أن المسألة لم تعد قضية فردية بل مؤشر على اختلالات أوسع تستحق المتابعة والمواجهة.