الجنوب اليمني: تقرير خاص
تتصاعد موجة الغضب في تعز واليمن بعد اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين، الأستاذة افتهان المشهري، التي قُتلت بإطلاق نار مباشر وسط المدينة.
الحادثة التي هزت الرأي العام أثارت انتقادات واسعة تجاه تدهور الوضع الأمني وانتشار الجريمة في مختلف مناطق البلاد.
واغتال مسلحون مجهولون المشهري أثناء مرورها بسيارتها في جولة سنان، وسط تعز، ما أثار موجة إدانات من أحزاب وشخصيات سياسية وناشطين، الذين طالبوا بضبط الجناة وتقديمهم للعدالة بشكل عاجل. ونشرت مصادر محلية تسجيلًا صوتيًا يُنسب للضحية، يكشف عن تواطؤ قيادات أمنية مع القاتل، ما يزيد من تعقيد الأزمة ويبرز الانفلات الأمني.
وأكد الخبير العسكري علي الذهب أن الجريمة ليست محصورة في تعز فقط، بل تنتشر في كافة مناطق اليمن بسبب انهيار هياكل الدولة السياسية والأمنية وابتعاد ممثليها عن أداء مهامهم. وأضاف بأن حمل السلاح يجب أن يُمنع وأن تقتصر مهمة تنفيذ القانون على أجهزة الأمن الرسمية وحدها.
في السياق ذاته، استنكر الناشط راشد معروف التستر العسكري على الجناة، مشيرًا إلى أن وجود لواء عسكري يحمي المجرمين ويقاتل الأجهزة الأمنية يشوه صورة الجيش والشرعية، ويعزز الفوضى وعدم محاسبة المتورطين.
وشدد الصحفي محمد الخامري على خطورة سيطرة العصبيات القروية على المدينة، مما يؤدي إلى قتل الأبرياء دون رادع أو عقاب، معبّرًا عن خيبة أمله من استمرار حماية القتلة بسبب انتماءاتهم القبلية.
أما الصحفي أحمد ماهر، فعبّر عن حزنه العميق لاغتيال أول امرأة في اليمن الحديث تتعرض لمثل هذا الاعتداء، معتبراً أن نشاطها وجهودها في تحسين نظافة المدينة كانت السبب الوحيد لقتلها، مطالبًا الأجهزة الأمنية بالتحرك السريع للقبض على الجناة.
وتأتي هذه الجريمة لتعكس حجم التحديات الأمنية التي تواجهها تعز واليمن عامة، وسط فوضى وانهيار مؤسسات الدولة، ما يستدعي تحركًا جادًا لمنع حمل السلاح خارج إطار القانون، وحصر استخدام القوة في يد الأجهزة الأمنية الرسمية لضمان حماية المدنيين وتحقيق العدالة.
