الجنوب اليمني:
قدّم القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة شبوة، عمار محمد سالم فريد، مدير الإدارة السياسية في مديرية الصعيد، استقالته رسميًا من منصبه؛ احتجاجًا على ما وصفه بـ”التدخلات السافرة وغير المسؤولة” من قبل مقرّبين من رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي.
وجاءت الاستقالة في بيانٍ رسمي، أشار فيه فريد إلى أن هذه التدخلات “أفرغت العمل المؤسسي من مضمونه”، مؤكدًا رفضه “الممارسات التي تتنافى مع أهداف وتطلعات شعب الجنوب”. وقد ربط مراقبون هذه الخطوة بسلسلة قرارات أحادية صادرة عن الزبيدي قبل يومٍ واحد، شملت تعيينات في مناصب قيادية دون تنسيق مسبق، مما أثار انتقادات داخلية واسعة.
وتأتي استقالة “فريد” بالتزامن مع سلسلة احتجاجات داخل صفوف الانتقالي في شبوة. ففي سبتمبر 2024، استقال خمسة قياديين في مديرية الصعيد احتجاجًا على “التهميش”، وتلاهم في أبريل 2025 قيادات انتقالي مديرية حبان باستقالة جماعية للأسباب ذاتها. كما سبق ذلك استقالة القيادي حسن فرج عوض صالح في مايو 2025 متهمًا المجلس بـ”نهب مخصصات أسر الشهداء”.
وتكشف هذه الاستقالات عن مدى الاحتقان بين القيادة المحلية في شبوة والقيادة المركزية للمجلس الانتقالي، ما يعكس – وفقًا لمراقبين – سياسات التهميش القائمة على أسس مناطقية.
كما تثير تساؤلات حول تماسك المجلس الداخلي وقدرته على حفظ التوازن بين مكوناته، في وقتٍ يُعتبر فيه التماسك ضروريًا أمام التحديات السياسية والأمنية في الجنوب.
ويبدو أن استمرار هذه السياسات قد يفضي إلى مزيد من التصدعات الداخلية، ويعزز الشعور بالمظلومية بين مؤيدي المجلس، مما قد يؤثر على شرعيته ومكانته كتمثيلٍ لقضية الجنوب.