قبل فوات الأوان.. صرخة إنسانية لوقف استغلال الأسرى كـ”ورقة مساومة سياسية”

8 سبتمبر 2025آخر تحديث :
قبل فوات الأوان.. صرخة إنسانية لوقف استغلال الأسرى كـ”ورقة مساومة سياسية”

الجنوب اليمني:

أطلق ناشطون وصحفيون وحقوقيون، مساء الأحد، حملة إلكترونية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي تحت وسم #أعيدوا_الأسرى_لأهلهم، داعين خلالها إلى الإفراج الفوري عن جميع الأسرى اليمنيين المحتجزين لدى مختلف الأطراف في البلاد، وإعادتهم إلى ذويهم دون تأخير.

 

وأكد منظمو الحملة أن قضية الأسرى لم تعد مجرد ملف سياسي، بل أصبحت مأساة إنسانية تتطلب تحركًا عاجلًا.

 

وطالبوا الجهات المعنية في اليمن بإطلاق مبادرات إنسانية فورية “قبل فوات الأوان”، محذرين من استمرار تجاهل معاناة المحتجزين.

 

وفي تصريح له، قال الشيخ عادل الحسني، منسق الحملة ورئيس منتدى السلام وإيقاف الحرب في اليمن: “إن بصيص أمل الأسرى قد تلاشى، ومع مرارة الأسر يتجرعون مرارة تجاهل قيادتهم القابعة في أفخم الفنادق، غير مبالية بمعاناتهم، وليس هناك أسوأ من شعورهم بتخلي الجميع عنهم.”

 

#أعيدوا_الأسرى_لأهلهم

 

وأضاف الحسني أن قضية الأسرى جُعلت ورقة مساومة على الطاولات السياسية، مشددًا على أن قضيتهم ليست قضية طرف ضد آخر، بل قضية إنسانية بامتياز؛ قضية حياة مقهورة تبحث عن فسحة حرية.

 

كما وجَّه نداءً عاجلاً لليمنيين يدعوهم إلى تجاوز خلافاتهم وتوحيد صفوفهم من أجل إنهاء “هذا الملف الإنساني المؤلم”، مؤكدًا أن “كفى احتجازًا للأسرى!”.

 

ودعا الحسني إلى إطلاق مبادرة شعبية أخلاقية وإنسانية للضغط الجاد من أجل إطلاق سراحهم وإعادة الاعتبار “لأسرى غيّبتهم سنوات السجون”.

 

وشهدت الحملة تفاعلًا واسعًا من قبل نشطاء وإعلاميين، حيث وصف الناشط عبدالشافي النبهاني الوطنَ بأنه لم يعد له ملامح سوى القضبان، مشددًا على أن الأسرى ليسوا ملفًا سياسيًا، بل أرواحًا تئن خلف الجدران.

 

واعتبر الناشط عبدالله الحميري أن الإفراج عن المعتقلين “واجب أخلاقي وديني، وأي تأخير فيه هو مشاركة في معاناتهم”، مطالبًا بتطبيق مبدأ “الكل مقابل الكل” دون شروط مسبقة.

 

وأضاف أن “تبييض السجون ليس مطلبًا فقط، بل ضرورة وطنية وأخلاقية، ولا يُقبل فيه مساومات ولا تفاهمات”، مشيرًا إلى أن أرواح الناس ليست ورقة تفاوض، ولا بندًا مؤجلاً، وكل طرف له سجون والكل بارع في التعذيب.

 

من جانبه، انتقد الصحفي صالح منصر اليافعي انتظار وساطات خارجية لحل القضية، قائلاً: “من السخرية أن ننتظر كيمنيين وساطة غربية أو أممية للإفراج عن أسرى يقبعون في سجون يمنية ولدى فصائل يمنية”، متسائلاً: “أين الأخلاق والأعراف والمروءة..؟!”

 

وناشد الكاتب والمحلل السياسي حسين الفضلي صناع القرار بالإفراج عن الأسرى، قائلاً: “لا تتركوا السنوات تسرق أعمارهم خلف القضبان، فالأسرى بشر لا أوراق مساومة، والحرية لا تُجزأ، وكل أسير يستحقها بلا استثناء”، لافتًا إلى أن اليمن بحاجة إلى بادرة إنسانية.. وأولها حرية الأسرى.

 

وتخللت الحملة عرض فيلم وثائقي بعنوان “أسرى بلا صوت – سنوات من النسيان خلف القضبان”، تناول معاناة مئات الأسرى من أبناء الجنوب اليمني الذين يقبعون في السجون منذ سنوات دون أي خطوات جادة للإفراج عنهم.

 

وتُعد قضية الأسرى والمعتقلين في اليمن من أكثر الملفات الإنسانية تعقيدًا في ظل النزاع المستمر منذ سنوات، إذ يقبع آلاف اليمنيين في سجون تتبع أطرافًا وفصائل مختلفة، غالبًا دون تهم واضحة أو محاكمات عادلة. وقد أمضى كثير منهم سنوات طويلة في ظروف قاسية، بعيدًا عن أسرهم، فيما تحول ملفهم إلى ورقة ضغط في المفاوضات السياسية المتعثرة.

 

وتواصل منظمات حقوقية محلية ودولية المطالبة بحل شامل وعاجل لهذا الملف، يراعي المعايير الإنسانية، ويضع حدًا لمعاناة الأسرى وعائلاتهم التي تنتظر عودتهم بفارغ الصبر.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق