الجنوب اليمني:
الجنوب اليمني – تقرير خاص :
عندما دشنت ابوظبي تدخلها السافر في عدن والجنوب جاءت تجر هذا التدخل عبر عجلتين (عيدروس شلال) لم تدم احد العجلات طويلا فقد تفجرت قبل ان تكمل عقدها الأول بسقوط سياسي وأمني وأخلاقي لشلال شائع وبقيت عجلة عيدروس تقاوم رغم الندوب والضربات والنزيف ومحاولة تعزيزه بأبي زرعة المحرمي.
وبالتالي يا قافلة عاد المراحل طوال وعاد وجه الليل عابس.
تعالوا نسرد مسار انحدار مشروع ابوظبي انفجار عجلة شلال وكيف هوت إلى الكندم؟!
في المجتمعات التي تعاني من الأزمات الأمنية والسياسية، يبرز أحيانا أشخاص يتخذون من مواقعهم الرسمية ستارا لارتكاب أبشع الانتهاكات. ومن هؤلاء يبرز اسم شلال علي شائع، الضابط الذي اشتهر بأنه “يشم الجريمة قبل وقوعها”، لا لحنكته الأمنية، بل لأنه يقف خلف كثير من الجرائم التي ادّعى كشفها.
ففي الوقت الذي ينسى الناس أسماء المشتبهين وملفات الجرائم، يبقى شلال شائع هو العامل المشترك بينها، إذ كان وراء التلاعب بالقضايا وإفلات المتورطين، متحولا من حارس للقانون إلى متلاعب به.
*من الإغتيالات إلى المخدرات*
من أخطر ما ارتبط باسم شلال قضية المخدرات. فبشهادة مقربين منه، وعاملين معه، وحتى بعض أفراد حراسته، كان يقف وراء عمليات تهريب المخدرات والاتجار بها. وقد حوّل منصبه الأمني إلى وسيلة لجني أرباح طائلة عبر استغلال ضعاف النفوس.
فقد كان يُغري بعض البسطاء باستخدام سياراتهم لنقل شحنات المخدرات مقابل مبالغ مالية، ثم يؤمّن لهم المرور حتى نقطة معينة، حيث يتم إخراج “مسرحية كشف التهريب”. لكن الحقيقة أن العملية لم تكن سوى تسليم وتسلم للوصول إلى المحطة التالية، بينما يتم الزج بالضحايا في السجون، وتصادر سياراتهم وأموالهم، وتُبتز أسرهم حتى تدفع كل ما تملك، ثم يُطلق سراحهم بلا محاكمة.
ولعل ما يجعل هذه الجرائم أكثر فداحة أن معظم هذه المخدرات كانت تصل في النهاية إلى تجار في بقاع شتى من اليمن شمالا وجنوبا، وبعضها يباع في المحافظات عبر شبكات تتبع شلال نفسه. وهكذا جمع بين المال والسلطة والسمعة المزيفة بأنه “كاشف الجرائم”.
*الدعارة والخمور احد محطات شلال*
لم تتوقف انتهاكات شلال عند المخدرات، بل امتدت إلى إنشاء شبكات للدعارة وتجارة الخمور. فوفق شهادات ممن عملوا معه أو اقتربوا منه، كان يشرف على شبكة من بائعات الهوى ومهربي الخمور، ويوفرها للضباط والجنود الإماراتيين في عدن تحت إشراف مباشر منه.
ثم توسعت هذه التجارة لتشمل كل راغب داخل مدينة عدن، مقابل المال والحماية. وقد أصبحت بائعات الهوى محميات من أي تعرض بفضل نفوذه، مقابل نسب مالية يدفعنها له، وكل ذلك أمام مرأى ومسمع من مقربيه وحراسه، الذين كانوا جزءا من هذه المنظومة.
إن قصة شلال تكشف بوضوح كيف يمكن لرجل أمن أن يتحول إلى عرّاب جريمة، ينهب أموال الناس، ويفسد المجتمع بالمخدرات والجنس والخمور، ويستغل السلطة لتحقيق مكاسب شخصية على حساب معاناة الناس وأمنهم.
إن أخطر ما في هذه الممارسات ليس فقط حجم الجرائم، بل استغلالها غطاء “مكافحة الجريمة”، لتصبح الجريمة نفسها محمية بالقانون.
ماذا بقي من شلال اليوم؟!
تساقطت كل اوراق التوت عن شلال وبات واصبح مكشوفا عاريا امام الناس وتم قصقصة اجنحته بدءا من يسران مقطري وفريقه المجرم إلى علي الصياء وعناصره الحقراء والدائرة تضيق على شلال المنبوذ سياسيا ومجتمعيا والمحاصر البعيد عن الاضواء والإعلام.
الدرس الذي لم يتعلمه شلال ومن هم على شاكلته من الحمقى ان الذنوب ستحيق به وتخنقه مهما تذاكى ، وان الدماء التي سفكها والاروح التي ازهقها لها رب جبار وعادل يمهل ولا يهمل.