ما الذي يحدث في درع الوطن ؟!

حادثة الاعتداء في المهرة تفتح الباب أمام أسئلة عن طبيعة هذه التشكيلات ودور السعودية في تمويلها وإدارتها

1 نوفمبر 2025آخر تحديث :
ما الذي يحدث في درع الوطن ؟!

الجنوب اليمني: أخبار - المهرة

تتزايد المؤشرات على تصاعد التوتر داخل صفوف قوات ما يُعرف بـ”درع الوطن” في محافظة المهرة، بعد حادثة اعتداء جديدة استهدفت أحد ضباط القوة، في واقعة تسلط الضوء مجددًا على طبيعة هذه التشكيلات المثيرة للجدل ومستوى الانضباط داخلها.

وقالت مصادر محلية إن عددًا من أفراد القوة اعتدوا بالضرب على الضابط إبراهيم صادق ميطان السماحي – من أبناء مديرية سيحوت – أثناء أدائه مهامه في معسكر قشن، ما أدى إلى إصابته ونقله إلى المستشفى.

وأوضحت المصادر أن ميطان هو شقيق العميد سالم صادق ميطان، أركان حرب قوات درع الوطن، مشيرة إلى أن ملابسات الحادثة ما تزال غامضة، وسط غياب أي توضيحات رسمية من قيادة القوة.

وأثارت الواقعة تفاعلات واسعة في الأوساط المحلية والعسكرية بمحافظة المهرة، خصوصًا أن أسرة ميطان كانت من أبرز الداعمين لتأسيس معسكر درع الوطن، ما جعل الحادثة تحمل دلالات أعمق تتجاوز كونها حادثة فردية.

 

تأسست قوات درع الوطن مطلع عام 2023 بدعم وتمويل مباشر من المملكة العربية السعودية، وبإشراف من ضباط في التحالف العربي، لتكون ذراعًا عسكرية موازية للقوات المدعومة إماراتيًا مثل “ألوية العمالقة” و”قوات الحزام الأمني”.

ورغم إعلان انضوائها شكليًا تحت مظلة وزارة الدفاع اليمنية، فإن مراقبين يؤكدون أنها تعمل خارج منظومة القيادة الرسمية وتخضع لإشراف وتمويل مستقل من الجانب السعودي، في إطار ما يعتبره البعض سباق نفوذ بين الرياض وأبوظبي على إدارة الملفين الأمني والعسكري في المحافظات الجنوبية.

وتتوزع وحدات درع الوطن في عدن وأبين والمهرة، حيث يُنظر إليها على نطاق واسع كقوة تحاول ترسيخ نفوذ سعودي موازٍ للنفوذ الإماراتي المتجذر عبر المجلس الانتقالي الجنوبي.

 

ويرى محللون أن تكرار حوادث الاعتداء والانتهاكات داخل هذه القوات يكشف عن ضعف البنية التنظيمية والقيادية، في ظل غياب هيكل واضح للرقابة والمساءلة، مؤكدين أن استمرار مثل هذه الوقائع قد يهدد تماسك المؤسسة العسكرية اليمنية ويعمق الانقسام بين القوى المحلية المدعومة خارجيًا.

ويشير المراقبون إلى أن الحادثة الأخيرة في المهرة تمثل جرس إنذار جديد حول مستقبل هذه التشكيلات، في وقت تتزايد فيه الدعوات لتوحيد القرار العسكري والأمني تحت سلطة الدولة، وإنهاء ظاهرة القوات الموازية التي تعمل بتمويل خارجي وتؤدي إلى مزيد من التوتر داخل المشهد اليمني.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق