الجنوب اليمني: وحدة التقارير
مع حلول عيد الأضحى المبارك هذا العام، بدا أن الكثير من المواطنين في عدن، غير قادرين على شراء الأضحية، بعد أن وصلت أسعار الأضاحي إلى أرقام غير مسبوقة.
يأتي هذا في ظل انهيار مستمر لسعر الريال اليمني، مقابل العملات الأجنبية، الأمر الذي حول راتب الموظف العادي إلى حفنة صغيرة من الأوراق، لا تغطي احتياجات يوم واحد، وخاصة للأسر ذات العدد الكبير.
ويبلغ متوسط أسعار الأضاحي هذا العام في عدن 180 ألف ريال، ما يعادل حوالي 100 دولار أمريكي. ويعد سعر الأضحية بالعملة الأجنبية أقل من أسعار الأضاحي قبل اندلاع الحرب، لكن السيولة النقدية لدى المواطنين تحول دون شرائها.
فرحة “كبش العيد” الذي يعد جزءاً أصيلاً من مظاهر عيد الأضحى، ستواصل الاختفاء هذا العام عند غالبية أبناء عدن، بعد أن عجز الآباء عن شراء الأضحية، وتمت الاستعاضة عنها لدى الغالبية بالدجاج الحي، أو اللحمة بالكيلو.
مراسل منصة “الجنوب اليمني” أجرى مقابلات متفرقة مع عدد من المواطنين في عدن، وسألهم خلالها عن أسعار الأضاحي، وهل يستطيعون شراء الأضحية هذا العام؟
وجاءت إجاباتهم مختلفة، ولكن الجميع يتفق على أن من يستطيع شراء الأضحية هذا العام، هم الأقلية من شركاء الفساد من المسؤولين، حد تعبيرهم.
وأكد رأفت سعيد، أن القوة الشرائية تحول دون الحصول على الأضاحي، وحتى دون شراء كسوة العيد لدى الكثير من سكان عدن، بسبب الانهيار المتواصل للعملة.
ولدى حديثه لـ”الجنوب اليمني”، رفض رأفت الحديث عن المتسببين بارتفاع الأسعار، واكتفى بقول: “حسبي الله ونعم الوكيل فيهم”، قبل أن ينصرف.
وأصبح غالبية المواطنين في عدن غير قادرين على شراء حاجيات العيد،، بسبب اعتماد غالبيتهم على الرواتب الشهرية، التي أصبحت قيمتها السوقية متدنية بشكل غير مسبوق، فرواتب الموظفين العاديين اليوم لا تصل إلى ربع سعر الأضحية، وعليه فالأضحية بالنسبة لهم ستبقى عبارة عن حلم بعيد المنال.
أما بالنسبة للمواطن “جمال العليوي” فحاله أفضل نسبياً من غيره، فقد اكتفى هذا العيد بشراء الأضحية كونها سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، في حين ألغى شراء كسوة العيد لأولاده وزوجته، حسب حديثه لـ”الجنوب اليمني”.
ولفت العليوي إلى أنه منع أبناءه من ارتداء كسوة عيد الفطر بعد ثلاثة أيام، ليحتفظ بها إلى عيد الأضحى. مؤكداً أن العديد من الأسر في عدن أصبحت غير قادة على شراء أبسط حاجيات العيد.
وحمل العليوي، الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والمجلس الانتقالي الذي يسيطر على عدن، مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في المحافظة، مؤكداً أن كبار المسؤولين و”الفاسدين” هم ضمن الفئة “الرفيعة” التي تستطيع شراء الأضحية، حد وصفه.
ويبقى قدر أبناء مدينة عدن التي تحاصرها الأزمات من كل جانب، أن تظل ملامح الهم تكسو وجوههم الطيبة، حتى في مواسم الأفراح، بعد أن حل عليها التحالف السعودي الإماراتي ضيفاً ثقيلاً منذ تسع سنوات، ليحوّل (الثغر الباسم) إلى مدينة يخيم عليها الفقر والجوع، وتطبع وجوه أهلها ملامح البؤس والانكسار.